طمأن العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي رودريغو راتو الرأي العام الأوروبي والعالمي، مشيراً في حديث إلى إذاعة"إنتر إيكونوميا"الإسبانية إلى انه"لا يوجد في أوروبا حالياً ما يشير إلى وجود ضغوط تضخمية". لكنه لفت إلى انه"يجب على السلطات النقدية الأوروبية ان تراقب آثار ارتفاع أسعار النفط العالمية على الاقتصادات المحلية، نظراً إلى احتمال استمرار ارتفاعها بسبب ارتفاع الطلب العالمي". ومن ناحية أخرى، أشار أيضاً رئيس المصرف المركزي الأوروبي، جان كلود تريشيه، من فيينا الى ان أسعار النفط التي تقترب من مستوياتها القياسية العالمية باتت تشكل تهديداً للنمو الاقتصادي العالمي، تضاف إليها اختلالات أخرى، أهمها العجز الكبير في الميزان التجاري والموازنة المالية الأميركيين وتدني أسعار صرف العملات الآسيوية. وكان وزراء مال دول الاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعات بحضور أعضاء المصرف المركزي الأوروبي في فيينا في ما بينهم أول من أمس، عادت فتوسعت أمس لتضم نظراءهم من 13 دولة شرق آسيوية، لا سيما الصين واليابان، إضافة إلى كبار مديري الشركات الأوروبية الكبرى. وأعرب وزراء المال الأوروبيون عن تفاؤلهم بآفاق النمو الاقتصادي الأوروبي في السنة الجارية لكنهم عبروا عن مخاوفهم من استمرار ارتفاع أسعار النفط وأشاروا إلى ضرورة قيام الصين بخطوة رفع سعر صرف اليوان، ما يؤدي إلى توفير مناخ معتدل بشكل أكبر للتجارة العالمية. كما أشار وزراء مال كل من بريطانيا والسويد إلى ضرورة مواجهة تحديات العولمة، بطريقة أخرى عوضاً عن الأساليب الحمائية. إذ ذكر وزير الخزانة البريطاني غوردن براون ان الإخفاق في تحرير الأسواق، لا سيما منتجات الغاز والكهرباء، أصبح يكلف أوروبا بلايين اليورو سنوياًً. في حين أشار وزير المال النمسوي كارل هاينز غراسر إلى انه بات يتوجب على السياسيين ومديري الشركات بذل المزيد من الجهود لإقناع المواطنين الأوروبيين بأن لديهم المزيد ليربحوه من تفعيل المنافسة العالمية، من الذي سيخسرونه. ومن المقرر ان تستمر المحادثات بين الجانبين الآسيوي والأوروبي اليوم بشأن تعزيز التجارة العالمية ومناقشة المخاوف الناجمة عن زيادة مستويات الحماية على السلع والمنتجات الوطنية.