شكل موضوع"أمن الطاقة"محور اجتماع مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى مجموعة"الثماني" في موسكو أمس.، إذ اشتكى وزراء مال مجموعة"الثماني"خلال اجتماعهم من"ارتفاع أسعار النفط عالمياً"، متوقعين ان"يسجل الاقتصاد العالمي نمواً جيداً في السنة الحالية". وأضافوا في مسودة بيان اجتماعهم ان"النمو الاقتصادي العالمي يستمر قوياً، لكن أسعار مواد الطاقة المرتفعة والمتقلبة تشكل مخاطر أمام هذا النمو". ودعوا إلى"تعاون أكبر بين الدول كافة بهدف إيجاد حل للاختلالات في التوازنات الاقتصادية العالمية"، مضيفين ان"أسواق الطاقة التي تعمل في شكل فعّال، هي الضمانة لسلامة الاقتصاد العالمي". أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فأشار في حديث تلفزيوني الى ان"روسيا تعمل على تحديد قواعد شفافة لإدارة قطاع الطاقة عالمياً، ستعرضها للمناقشة أمام قمة مجموعة الثماني المقبلة". وعقّب على كلامه وزير المال البريطاني غوردون براون، الذي أشار بعد اجتماعه ببوتين الى انه يتوقع"إطلاق مبادرة رئيسة متعددة الأطراف تشمل الدول النامية والصناعية للطاقة في السنة الحالية". وأضاف أنه يجب ان تكون هناك فرص أكبر للحوار مع الدول المنتجة للنفط، لا سيما دول منظمة"أوبك"، مقترحاً"رفع مستوى الشفافية في التصريح عن احتياط الغاز والنفط عالمياً، وتشجيع الاستثمار في مصادر طاقة جديدة وفعالة". وأضاف انه يتطلع إلى"الاطلاع على تفاصيل مبادرة البنك الدولي المتعلقة باستثمارات ترشيد الطاقة في الدول الفقيرة، التي ستصدر في نيسان/إبريل المقبل". ومن ناحية أخرى، أشار وزير الخزانة الأميركي جون سنو قبل اجتماعه وبوتين الى ان"وزراء مال مجموعة الثماني ملتزمون بتسريع محادثات انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية"، مضيفاً ان"مواضيع صغيرة ما زالت عالقة، كمسألة انفتاح أسواق المال الروسية في شكل أوسع، ودخول المصارف الأجنبية إلى السوق الروسية". صندوق النقد كما تحدث على هامش الاجتماع العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي رودريغو راتو، مؤكداً ان ارتفاع أسعار النفط عالمياً بات يظهر في شكل أوضح أخيراً، انه"يعود إلى ضعف العرض النفطي العالمي، وليس فقط إلى ارتفاع الطلب العالمي". وأضاف في دردشة مع الصحافيين:"يجب ان تكون هناك خطة شاملة لدى الدول الصناعية لرفع الاستثمارات في قطاع الطاقة بهدف تعزيز كمية العرض النفطي، وتحفيز المواطنين على ترشيد استخدام مواد الطاقة"، موضحاً انه"في حال لم يحصل هذا الأمر، ستؤدي الفاتورة المكلفة للطاقة إلى اختلالات في الاقتصاد الكلي العالمي، ما لم نلاحظ وجوده بعد". وتوقع ان تستمر أسعار مواد الطاقة مرتفعة في المستقبل القريب. ومن جهته، اعتبر المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد والمال خواكين ألمونيا ان"اقتصادات الاتحاد الأوروبي قادرة على السيطرة على التضخم المالي في السنة الحالية، شرط ألاّ ترتفع أسعار النفط في شكل أكبر". وشارك في الاجتماع أمس وزراء مال كل من روسيا التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجموعة"الثماني"للمرة الأولى وألمانيا وكندا والولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان، إضافة إلى وزراء مال الاقتصادات الناشئة الكبرى، أي الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الذين تم التطرق معهم إلى موضوع مفاوضات تحرير التجارة العالمية. وتوخى الحاضرون، خصوصاً الدول الأوروبية في مجموعة"الثماني"فرنسا وبريطانيا وايطاليا، من روسيا توظيف المزيد من استثماراتها في أنابيب الغاز التي تزود أوروبا ربع حاجاتها النفطية السنوية وتحرير سياستها المتعلقة بعبور الغاز باتجاه غرب القارة الأوروبية بعد بروز مشكلات مع أوكرانيا, الذي تحتكره مجموعة"غازبروم"شبه الحكومية. لكن رئيس"غازبروم"سيرغي أوغانيسان أكد في وقت سابق لرويترز ان"غازبروم كانت وستبقى شركة احتكارية للغاز". في حين وعد وزير المال الروسي، ألكسي كودرين، بمصادقة مبدئية على"ميثاق أوروبي"في شأن الطاقة يفتح قطاع أنابيب الغاز في بلاده, لكنه رفض تحديد موعد لهذا الأمر.