عاش المحلفون في افتتاح المرحلة الثانية من محاكمة زكريا الموسوي في ألكسندريا في ولاية فرجينيا، كل فظاعة 11 أيلول سبتمبر 2001 من خلال مرافعة هيئة الاتهام، فيما هاجمت والدة المتهم عائشة الوافي الإدارة الأميركية وتنظيم"القاعدة"على حد سواء. وقالت:"الإدارة الأميركية تتصرف كما تشاء في أنحاء العالم ووجدت المذنب المثالي. ابني سيحكم بالإعدام لأعمال لم يرتكبها وسيموت لأنه عربي... ومتعلم". وأضافت:"أود أن اعرف ما حل بكل قياديي القاعدة، لا بد من أنهم في مكان آمن غير آبهين بالمصير المحتوم الذي يهدد ابني الذي يريد أن ينهي حياته". وتابعت:"قال لي ابني: أعرف أنهم يريدون رأسي وسأقدمه لهم"، مؤكدة"أنه لا يميز النهار من الليل منذ أربع سنوات"في زنزانته. ورأت أن"زكريا كان استفزازياً في المحكمة لكن لديه أسبابه. في كل مرة يطلب الاطلاع على وثائق في ملفه يقول له الأميركيون: هذا من أسرار الدولة. من السهل قول ذلك لكنه في الحقيقة كذبة دولة". وكانت هيئة المحلفين توصلت إلى أن الموسوي يستحق الإعدام. وأدلى رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني 61 سنة بشهادته في المحاكمة، ووصف المشاهد التي حدثت في ذلك اليوم. وخيم الصمت على قاعة المحكمة أثناء عرض لقطات فيديو لانهيار برجي مركز التجارة العالمي في مانهاتن في نيويورك. وكان رئيس بلدية نيويورك يجلس إلى جوار نموذج معماري مصغر لبرجي مركز التجارة العالمي. وجولياني أحد احب الشخصيات إلى قلوب الأميركيين الذين يقدرون له ما بذله من جهود ونشاط عند حدوث المأساة. وتأتي عودة جولياني بشهادته أمام المحكمة بعد أربع سنوات من الابتعاد عن الأضواء، يتوقع أن تكون بداية لوضعه أساساًَ لدعم الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه في الانتخابات الرئاسية لعام 2008، علماً انه لن يعلن موقفه من الترشح لخوض السباق الرئاسي، إلا في مرحلة مقبلة. ووصف روبرت سبنسر المدعي الفيديرالي 11 أيلول، بأنه"اليوم الاكثر سواداً في التاريخ الأميركي"، وحض هيئة المحلفين على إصدار حكم بالإعدام على موسوي لدوره في هذه الكارثة. لكن جيرالد زركين المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن المتهم، طالب المحلفين بسعة الصدر والإصغاء إلى أدلة تشير إلى أن المتهم يعاني من خلل عقلي ورّطه في المؤامرة. وشاهد المحلفون بعدها في القاعة في محكمة ألكسندريا الفيديرالية فرجينيا مشاهد تعرض للمرة الأولى صورت من الطبقة الخامسة والثلاثين من فندق مجاور لبرجي مركز التجارة العالمي. وقالت تامي روسبروك التي صورت المشهد مع زوجها وهي لا تتمالك نفسها عن البكاء إن الضحايا"كانوا يقفزون محاولين استهداف الخيمة"لكن هذا لم ينقذهم. وركزت الكاميرا بعد ذلك على الساحة المحيطة بالبرجين، فظهرت ملطخة ببقع حمر هي بقايا الذين فضلوا القفز إلى موت محتم هرباً من جحيم الحريق والدخان. وسيطر الذهول والهول على القاعة فيما جلس الموسوي يبتسم. وروى رجل الإطفاء انتوني سان سيفيرو موت صديقه وزميله داني سور، وقال مستحضراً ذكرياته:"كان يشع فرحاً وكانت حياته: العائلة وفرق إطفاء نيويورك". وتلاه الشرطي جيمس سميث الذي حضر إلى المحكمة ليروي خسارة زوجته الشرطية مويرا. وعرضت صورة ظهرت فيها ابنتهما باتريشيا البالغة من العمر سنتين عند وقوع الاعتداءات، وهي ترتدي فستاناً أحمر يصل إلى أسفل قدميها وتتقلد الميدالية التي قدمت إلى والدتها بعد وفاتها.