بعد مرور أربع سنوات ونصف سنة على اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، تقترب إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش من استكمال خطة استراتيجية للحرب على الإرهاب تكلف وكالات ووزارات فيديرالية بمهمات محددة، وتعزز مساعي التنسيق بين وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي ومكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ووزارة الخزانة ووزارتي الدفاع بنتاغون والخارجية. وبدأ المسؤولون في وضع الخطة الصيف الماضي، تحت إشراف المركز القومي لمكافحة الإرهاب الذي تشكل بموجب إصلاحات في أجهزة الاستخبارات أقرها الكونغرس. وقال مدير المركز جون ريد أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إن"هذه العملية ليست مشروعاً من جانب واحد يطلقه المركز، بل هي جهود وكالات يشارك فيها مئات من واضعي الخطط في الوزارات تحت قيادتنا". وتوقع مسؤول من مكافحة الإرهاب استكمال الخطة بحلول 30 حزيران يونيو المقبل. وأعلن البنتاغون الشهر الماضي، انه سيضع قوات خاصة في السفارات الأميركية في نحو 12 دولة لجمع المعلومات عن المخاطر الإرهابية المحتملة. الموسوي على صعيد آخر، تستأنف اليوم محاكمة الفرنسي زكريا الموسوي بتهمة التواطؤ مع منفذي اعتداءات 11 أيلول 2001، وتطغى على جلساتها شهادات أقارب الضحايا. وقال آندرو ماكبرايد المدعي العام السابق في محكمة ألكسندريا الفيديرالية في ولاية فيرجينيا حيث يحاكم الموسوي الذي اعتبرت هيئة المحلفين الاثنين أنه يستحق عقوبة الإعدام:"قضي عليه، بالتأكيد سيحكم بالإعدام". ولخص ماكبرايد رأي كثير من المراقبين الذين يعتبرون أن محامي الموسوي الذي يحاكم منذ 6 شباط فبراير الماضي، أمام تحد يصعب تجاوزه، مع أن هذه المحكمة لم تصدر إلى الآن، أي عقوبة بالإعدام منذ إعادة العمل بهذا الإجراء. وفي حين كانت المرحلة الأولى من المحاكمة نظرية وتهدف إلى معرفة ما إذا كان في مقدور الحكومة أن تتجنب الاعتداءات لو كشف الموسوي لدى توقيفه أنه عضو في تنظيم"القاعدة"، فإن المرحلة الثانية تهدف إلى البحث في الظروف المشددة أو التخفيفية وستكون مفعمة بالمشاعر والتأثر. وينوي الادعاء عرض اعتداءات 11 أيلول بكل وحشيتها وفظاعتها: صور غير منشورة واتصالات يائسة لطلب النجدة. وسيتحدث عن"ملايين"الأمتار المربعة من المكاتب المهدمة وإغلاق البورصة لأيام وانقطاع خطوط الهاتف والشلل الذي أصاب قطارات الأنفاق. ويؤكد الادعاء أن لهذه الأسباب كلها، يجب أن يحكم على الموسوي بالإعدام بحقنة قاتلة، بعدما رأت هيئة المحلفين انه يستحق تلك العقوبة لتسببه"مباشرة"في مقتل شخص واحد على الأقل من الضحايا بسبب أكاذيبه. وكان المتهم رد أمام هيئة المحلفين على أسئلة المدعي روبرت سبنسر الذي شدد على جوانب شخصيته المنفرة وسأله عن تدمير برجي مركز التجارة العالمي:"هل فعلاً هللت لذلك؟"فرد الموسوي:"بالتأكيد". وقد يتكرر هذا النوع من المبادلات لأن زكريا الموسوي يحق له الإدلاء بشهادته مرة ثانية ويسعى جاهداً إلى صدور حكم الإعدام في حقه. وسيحاول المحامون اقناع المحلفين ألا يجعلوا منه"شهيداً"وأنه ليس الرجل الذي تجب إدانته. طائرات"سي آي إي" في غضون ذلك، أكدت الناطقة باسم منظمة العفو الدولية في براغ إيفا دوبروفولنا أن وزير الداخلية التشيخي فرانتيسك بوبلان يعتزم الرد على ما أعلنته المنظمة في شأن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي مطار براغ الدولي، محطة لطائرات سرية نقلت على متنها مشتبه بأنهم إرهابيون. وأضافت دوبروفولنا إن من المفترض أن تتلقى التقرير الذي أعده بوبلان في هذا الشأن"في غضون أيام قليلة"، وذلك بحسب معلومات وردت من مسؤول في الوزارة. كما اتهمت منظمة العفو واشنطن باللجوء إلى شركات خاصة للنقل الجوي والتستر خلفها لنقل أشخاص يشتبه في ارتكابهم أعمالاً إرهابية بين مراكز اعتقال مختلفة في شكل سري. وأفادت في تقرير بعنوان"تحت الرادار، رحلات سرية للتعذيب والاختفاء"، أن"سي آي إي"استغلت قواعد الطيران التي كانت ستفرض عليها إعلان رحلاتها إلى سلطات الطيران". وأظهر التقرير"عملية سرية تخللها توقيف أشخاص أو خطفهم، ثم نقلهم واحتجازهم سراً أو تسليمهم إلى دول تعرضوا فيها للتعذيب وسوء المعاملة".