8 اهداف فقط، هو السقف الاعلى لاكثر عدد من الاهداف في اي مباراة في نهائيا ت كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وشهده فوز المانيا على السعودية في الدور الاول للبطولة. و7 اهداف هو المجموع الاكبر لاي مباراة في"مونديال"فرنسا 1998، ولم تستفد اسبانيا من فوزها على بلغاريا 6-1 في الدور الاول، واحتلت المركز الثالث في مجموعتها وغادرت باكراً. السيناريو نفسه حدث قبل 4 سنوات في نهائيات الولايات المتحدة 1994، وكان 7 اهداف رصيداً قياسياً من الاهداف لاي مباراة، ولم يستفد المنتخب الروسي من فوزه في لقائه الاخير في مجموعته على الكاميرون 6-1، وتأهل الخاسر الى الدور التالي. الرصيد القياسي للاهداف في اي مباراة وصل الى ادنى مستوى في"مونديال"ايطاليا 1990، ولم يتجاوز 6 اهداف، والمباراتان اللتان شهدتا هذا العدد كانتا في الدور الاول. وفازت تشيخوسلوفاكيا على الولايات المتحدة 5-1، وهي النتيجة نفسها للمنتخب الالماني - الذي توج لاحقاً بالكأس - في مجموعته على الامارات. النهائيات التي اقيمت في المكسيك 1986 كانت حافلة بالاهداف، ولكن سقف المباراة القياسية كان 7 اهداف فقط، وفازت بهذه النتيجة الدنمارك في الدور الاول على اوروغواي 6-1، وفازت بلجيكا في ثمن النهائي على الاتحاد السوفياتي 4-3 الفوز الاكبر في تاريخ كأس العالم لاي منتخب، تحقق في 15 حزيران يونيو 1982 في اليتشي الاسبانية، وكان الملعب الجديد"نويبواستاديو"مسرحاً لفوز هنغاريا على السلفادور 10-1، والعجيب أن هذا الفوز التاريخي لم يمنح الفائز فرصة عبور الدور الاول، وجاء ثالثاً في مجموعته خلف بلجيكا والارجنتين، وودع البطولة باكراً مع السلفادور. الاغرب ان هذا الفوز القياسي في مباراة حفلت بأحد عشر هدفاً، لا يشكل رقماً فريداً في عدد الاهداف لاي مباراة في تاريخ"المونديال". ويبقى الرقم القياسي صامداً منذ 52 عاماً، يوم فازت النمسا على جارتها سويسرا في عقر دارها 7-5، في نهائيات كأس العالم الخامسة عام 1954. وينتظر عشاق الكرة مباراة ممطرة بالاهداف، يتخطى فيها اللاعبون حاجز ال 12 هدفاً، وهو الامر الذي يستوجب تدخلاً من الحظ والتوفيق، وسيولاً من الاخطاء الدفاعية وهفوات حراس المرمى. ويرى الخبراء ان وجود عدد من المنتخبات الجديدة - المغمورة او الضعيفة نسبياً - في"مونديال"2006، كفيل بفتح الباب امام سقوط الرقم القياسي لمباراة النمساوسويسرا... ومن يدري؟ هل تستقبل شباك انغولا وتوغو او ترينداد وتوباغو عدداً وافرًا من الاهداف؟ المباراة المشهودة اقيمت في طقس بالغ الحرارة في ملعب اوليمبيك لابينتواز في لوزان، ولكن 37 درجة مئوية وشمس نارية، لم تمنعا 37 الف مشاهد - بينهم اكثر من خمسة آلاف نمسوي - من شغل كل مدرجات الملعب ظهر السادس والعشرين من حزيران 1954، ودخل الحكم الاسكوتلندي فولت ليس، وبصحبته حاملا الراية شميتزر الالماني واسنيسي الاسباني، لإدارة المباراة الاكثر جذباً للجمهور في ربع نهائي"المونديال"، ولم يكن المنتخبان من المرشحين لإحراز اللقب في وجود الجيل الذهبي لهنغاريا مع بوشكاش وكوتشيش وبوجيك وهيديكوتي وغروشتش، او في وجود منتخب المانيا الغربية بنجومه فريتز فالتر وران ومورلوك، ومعها البرازيل واوروغواي وانكلترا وفرنسا. السويسريون باغتوا ضيفهم بهجوم مكثف وشرس في الدقائق الاولى، وبدأت الملحمة مع المهاجم روبرت بالامان الذي سدد بقوة في الشباك هدف الافتتاح، ومن الهجمة التالية مباشرة لسويسرا عجز مدافعو النمسا عن ابعاد الكرة من منطقة جزائهم، وتهيأت الكرة امام السويسري جوزيف هاغي، ولم يتردد الاخير في اسكانها شباك الحارس شميد هدفاً ثانياً، وهما اسرع هدفين لاي منتخب في مباراة واحدة في تاريخ"المونديال"، ولكن الامر لم يقف عند هذا الحد، وبعد 3 دقائق فقط كان هاغي على موعد مع هدفه الثاني، وهو الثالث لسويسرا، ليتقدم اصحاب الملعب 3- صفر، وتشتعل المدرجات، وبدأت الاحتفالات بوصول منتخب سويسرا الى المربع الذهبي بعد 18 دقيقة فقط من انطلاق المباراة. الاحتفالات الباكرة لم تستمر سوى خمس دقائق، وحدثت المفاجأة التي لم يتوقعها احد ولا يمكن أن ينساها احد، وهي بدأت بخطأ فادح لا يغتفر من الحارس السويسري، ومرت كرة تيودور فاغنر لتخدع الحارس المهزوز بتسديدة من خارج منطقة الجزاء، وتعادلت سويسرا مع النمسا 3-3 في 3 دقائق فقط، وسجلت النمسا رقماً قياسياً اسطوريا في"المونديال"، بإحراز 3 اهداف متتالية في 3 دقائق فقط. ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد، وواصل منتخب النمسا بقيادة نجمه الموهوب اوتسفيرك اداءه الرفيع، وتمكن من قلب النتيجة للمرة الاولى لمصلحته، بفضل هدف رابع عن طريق القائد البارع، مستغلاً ضعف الحارس في مواجهة الكرات الارضية، واصبحت النمسا اول منتخب - وهو الاخير ايضاً - يحول تأخره صفر-3 الى التقدم 4-3، وهو الوحيد الذي تأخر صفر-3 وفاز بالمباراة. الاهداف السبعة الاولى في المباراة جاءت كلها في 15 دقيقة متتالية، وهي الاغزر بالاهداف في تاريخ"المونديال"، ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد، وواصل الحارس السويسري هداياه للضيوف، وسقطت كرة سهلة من يده امام الفريد كورنر ليحرز هدفاً خامساً للنمسا، وتواصلت الارقام القياسية للفائز الذي سجل 5 اهداف متتالية في 8 دقائق فقط. الشوط الاول لم ينته بعد، والهدف التاسع في الشوط كان من نصيب سويسرا، واحرزه بالامان وسط تراخ غريب من مدافعي النمسا، وانتظر الجميع هدفاً عاشراً - هذه المرة لمصلحة النمسا - عندما احتسبت الحكم ركلة جزاء لمصلحة الضيوف، وتصدى لها الفريد كورنر لإحراز"الهاتريك"، لكنه اهدرها وسدد خارج المرمى، لينتهي الشوط الاول 5-4 للنمسا، وهو اغزر شوط بالاهداف في اي مباراة في"المونديال"، ولم يتحطم حتى الآن. الشوط الثاني جاء اقل سرعة واثارة من سابقه، ولكن الشيء الذي امتد ومن دون اي اختلاف، هو اهتزاز واخطاء الحارسين، وبادر السويسري عن طريق سوء تقديره لكرة عالية من فاغنر، وسقطت خلفه داخل شباكه هدفاً سادساً للنمسا، ورد الحارس النمسوي بهدية من خطأ أكثر فداحة، عندما امسك بالكرة التي سددها هاغي، ولكنها افلتت من يديه نحو شباكه هدفاً خامساً لسويسرا، وعاد اصحاب الملعب للمباراة والامل، ولكن التعب من المجهود الكبير والحرارة الزائدة والارهاق العصبي وصل مداه في الجانبين، واصبح اللعب بطيئاً جداً، حتى سجل اريخ بروبست هدفاً سابعاً للنمسا... وهو الهدف الذي سجل رقماً قياسياً لاكبر عدد من الاهداف في مباراة واحدة في"المونديال".