تزحف الجماهير الهلالية والأهلاوية مساء اليوم باكراً نحو استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وذلك لضمان حجز المقعد بين مدرجات الاستاد، الذي يحتضن نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والأهلي، في كرنفال كروي يتوقع له الإثارة والندية، عطفاً على ترسانة النجوم التي تزين خطوط الفريقين، وفي مثل هذه اللقاءات تلغى جميع الحسابات والمعطيات التي تسبق صافرة البداية. فأجواء النهائيات ذات طابع خاص ولون مختلف، قد يتفوق فيه صاحب الظروف الصعبة والأقل ترشيحاً لنيل البطولة، إلا أن نزال الليلة يكاد يكون فيه الطرفان متقاربان إلى حد كبير في كل الأمور الفنية، وتبقى كلمة الفصل لدى المهاجمين ومدى استفادتهم من الفرص التي تتاح لهم خلال ال90 دقيقة، وحاولت إدارتا الفريقين الوصول إلى أعلى درجات الإعداد النفسي بإبعاد اللاعبين عن الضغوط، إضافة إلى تسيير الحافلات الجماهيرية المجانية لتمكين أكبر شريحة من الحضور والمؤازرة لإدراكهما بالدور الفعال للكثافة الجماهيرية. عموماً أوراق الطرفين مكتملة تماماً، وكلاهما أنهى جاهزيته بطريقته الخاصة، فالهلال صاحب الأرض والجمهور يسعى للمحافظة على لقبه وزيادة رصيده من البطولات، ويعيش الفريق بعض الاستقرار الفني إثر إقالة البرازيلي كاندينو وتكليف مواطنه كليبر، الذي يتطلع إلى إقناع الهلاليين بقدراته الفنية وتقديم البطولة كإثبات على إمكاناته التدريبية، ولديه أجندة مليئة بالأوراق الرابحة ذات الصفة الدولية والخبرة العالية في مباريات الحسم، ودائماً ما تكون الكلمة العليا لرباعي خط الوسط، بقيادة البرازيلي كماتشو ضابط الإيقاع وأحد أهم الأوراق الزرقاء في مثل هذه المباريات، لإجادته الوصول إلى مرمى الخصم في أحلك الأوقات، وإلى جواره محمد الشلهوب ونواف التمياط وخالد عزيز، وكل منهم يقوم بالواجبات الموطة به على أكمل وجه، ويظل الشلهوب بداية انطلاق أغلب الهجمات، وممولاً جيداً لخط المقدمة، كما أن التمياط يجيد الاختراق من العمق بجرأة عالية ومهارة فردية رائعة، ويشكل أثناء هجمة فريقه مهاجماً ثالثاً إلى جوار ياسر القحطاني والمخضرم سامي الجابر، وتعّول جماهير الأزرق كثيراً على هذا الثنائي لحسم الموقعة في وقتها الأصلى، ولا شك أن الجابر الأكثر خبرة، إضافة إلى حضوره المميز في المباريات الختامية، وهذا يجعل المدرب الأهلاوي يخشى تحركات الجابر وسيفرض عليه رقابة مشددة لعزله عن باقي الخطوط. أما خط الدفاع الهلالي فهو أقل عطاءً من باقي الخطوط، ويظل البرازيلي تفاريس هو الأبرز، وعودته ستكون دعامة قوية لدفاعات الأزرق في ظل تواضع مستويي فهد المفرج وياسر إلياس، وهناك دور كبير للحارس محمد الدعيع في تحصين المناطق الخلفية، وهو حارس عملاق ومصدر اطمئنان لعشاق فريقه. وعلى الطرف الآخر يتطلع أفراد الأهلي إلى تتويج مستوياتهم اللافتة هذا الموسم بكأس البطولة، وتأكيد العودة إلى منصات التتويج، ونجح المدرب الصربي موسكوفيتش في إعادة صياغة خطوط"القلعة"من خلال دمج الأسماء الشابة بعناصر الخبرة، مع وجود محترفين على مستوى مميز، ويلعب الفريق بأسلوب جماهيري يعتمد على السرعة في نقل الكرة من جميع الأطراف، ويتألق المغربي عبدالحق العريف في قيادة خط الوسط وإلى جواره تيسير الجاسم وصاحب العبدالله وتركي الثقفي وهي أسماء تلعب بقتالية عالية طوال ال90 دقيقة، وينجح هذا الرباعي في إمداد ثنائي المقدمة المغربي جواد أقدار والصربي دميانوفيتش، وهو ثنائي خطير يصعب إيقافه دائماً بالطرق المشروعة، فالصربي دميانو نهاز من الطراز الأول، ويستفيد من أنصاف الفرص، وأقدار يتحرك يميناً ويساراً لفتح مساحات في ملعب الخصم، ويعاني الأهلي هو الآخر من تواضع مستوى خط الدفاع، وهذا ما أقلق مدربه كثيراً، وعودة حسين عبدالغني ستغير من شكل الدفاع لما يتمتع به من خبرة عريضة تجعله يقود فريقه إلى تقديم أفضل المستويات. عموماً المباراة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا بد من فائز يتوج بالذهب، وآخر يقبل بالوصافة.