مفاجآت ضخمة شهدتها القائمة النهائية لصفوة الحكام الذين اختارهم الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا للمشاركة في ادارة نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا من 9 حزيران يونيو الى 9 تموز يوليو المقبلين، والمفاجأة الاولى هي تخفيض عدد الحكام المختارين من 30 الى 23 حكماً فقط، ووضع 7 حكام آخرين في قائمة أخرى تحمل اسم قائمة الدعم والمساعدة، وهي تشمل البدلاء الجاهزين للاستدعاء في أي لحظة اذا استبعد اي حكم من الأصليين لأسباب تتعلق بالإصابة او المرض او تدني اللياقة والمستوى، وهي المرة الاولي في التاريخ التي يختار فيها"الفيفا"قائمة حكام بديلة. ولكن المفاجأة المؤسفة والمريرة هي قلة عدد الحكام العرب المختارين للمونديال الى حكم واحد هو المصري عصام عبدالفتاح، ووضع"الفيفا"الحكمين السعودي خليل جلال والمغربي محمد جزاز في قائمة الدعم والتطوير الاحتياطية. وخرج الحكم التونسي مراد الدعمي تماماً من السباق. وهذا التناقص الشديد يحمل ريبة حول عنصرية لجنة الحكام العليا في"الفيفا"ضد العرب، وكان مونديال 1998 في فرنسا حافلاً بإنجازات الحكام العرب في ظل وجود المحاضر الدولي السوري فاروق بوظو عضواً في لجنة الحكام الدولية، وهي الفترة الذهبية للوجود العربي في المحافل العالمية للحكام، وأدار المغربي الراحل سعيد بلقولة المباراة النهائية لفرنسا ضد البرازيل 3- صفر بامتياز ونال تقدير الجميع، وهو طرد النجم الفرنسي مارسيل ديسايي امام 70 ألف فرنسي يتقدمهم الرئيس جاك شيراك، وفي النهائيات نفسها أدار الحكم الاماراتي الشهير علي بوجسيم مباراة البرازيل ضد هولندا في نصف النهائي ومباراة فرنسا ضد باراغواي في ثمن النهائي وشهدت الهدف الذهبي الاول في تاريخ المونديال بقدم الفرنسي بلان، وأدار في الدور الاول مباراة المغرب ضد اسكتلندا 3- صفر وهو اكبر فوز لأي منتخب عربي في تاريخ كأس العالم، وأدار المصري جمال الغندور مباراة البرازيل ضد الدنمارك في ربع النهائي 3-2 ووُجِد في الدورة ايضاً بنجاح الحكم السعودي عبدالرحمن الزيد. واستمر الوجود العربي المؤثر - مع وجود فاروق بوظو في لجنة الحكام العليا ب"الفيفا"، في نهائيات 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وأدار علي بوجسيم المباراة الافتتاحية للسنغال ضد فرنسا 1- صفر، ونال جمال الغندور مجدداً شرف التحكيم في ربع النهائي لمباراة كوريا الجنوبية ضد اسبانيا، وادار الحكم الكويتي سعد كميل مباراة المركز الثالث لتركيا ضد كوريا الجنوبية، ووجد في النهائيات حكمان عربيان آخران هما الجزاز والدعمي. ولكن الرقم تناقص فجأة من 5 حكام الى حكم واحد فقط من العرب في نهائيات المانيا 2006، وهو الوجود الاول لعصام عبدالفتاح في المونديال بعد أن اثبت وجوده في اكثر من محفل عالمي. وشارك عبدالفتاح في إدارة نهائيات كأس الامم الافريقية في تونس عام 2004، ونال شرف ادارة 3 مباريات بكفاءة واختير في نهائيات افريقيا 2006 في مصر احسن حكم في الدورة، ونال الجائزة المهداة من الاتحاد الافريقي باسم الحكم المصري الراحل مصطفى كامل محمود الذي شارك في نهائيات مونديال 1974 في المانيا الغربية. عصام عبدالفتاح كان لاعباً في اكثر من ناد مصري مغمور في الصعيد، ولعب ضمن فريق اسوان في الدوري الممتاز، وخاض المباراة النهائية لكأس مصر لاعباً ضد الاهلي عام 1991 وخسرها صفر- 1، وهو من مدينة بني سويف الواقعة جنوبالقاهرة في بداية الطريق الى الوجه القبلي. عبدالفتاح يعمل طياراً في القوات المسلحة، وهو ما اكسبه شجاعة فائقة ولياقة بدنية عالية، وهو بدأ التحكيم في منتصف التسعينات واصبح حكماً دولياً في 2001، وأدار المباراة النهائية لكأس مصر مرتين، واختاره"الفيفا"لنهائيات دورة الألعاب الاوليمبية 2004 في اثينا، وبعدها في نهائيات بطولة العالم للشباب 2005 في هولندا. واجتاز عصام عبداالفتاح بدرجة امتياز كل الاختبارات البدنية والطبية والفنية واللغوية والنفسية في معسكر صفوة الحكام في فرانكفورت قبل اسبوع، وتلقى خبر اختياره للمشاركة في نهائيات كأس العالم قبل دقائق من نزوله الى الملعب في المنامة حكماً للمباراة النهائية للدوري البحريني. ويعتز عبدالفتاح كثيراً بمباراة المغرب وتونس في اللقاء الفاصل لتصفيات كأس العالم 2006 وأقيم في ملعب رادس وانتهى بالتعادل 2-2. وقائمة الحكام المختارين لمونديال 2006 تشمل عشرة حكام من اوروبا، ابرزهم واشهرهم الالماني مايكل ميرك وهو طبيب اسنان، وسبق له المشاركة في كأس العالم 2002 وبطولتي اوروبا 2000 و2004 وهو عميد الحكام المختارين للمونديال من حيث الخبرة وهو ثاني اكبر الحكام إذ أكمل 44 عاماً في آذار مارس الماضي ويعتزل نهائياً في 2007 وسبقت له ادارة المباراة النهائية ليورو 2004 بين اليونان والبرتغال في لشبونة، وأبرز مبارياته كانت في نصف النهائي ليورو 2000 بين هولنداوايطاليا وانتهت بالتعادل السلبي بعدما احتسب ركلتي جزاء لهولندا وطرد لاعباً ايطالياً وفازت الاخيرة بركلات الترجيح. ومعه من اوروبا السويسري ماسيمو بوساكا - 37 عاماً - والبلجيكي دي بليكير - 40 عاماً - والايطالي ماسيمو دي سانتيس - 44 عاماً - والروسي فالنتين ايفانوف -45 عاماً - والاسباني مانويل ميخوتو - 41 عاماً - والسلوفاكي لوبوس ميشيل - 38 عاماً - والانكليزي غراهام بول -43 عاماً - والفرنسي اريك بولا - 42 عاماً - واليوناني كيروس فاساراس - 40 عاماً - و5 من اميركا الجنوبية هم البرازيلي كارلوس سيمون - 40 عاماً - والكولومبي اوسكار رويز - 36 عاماً - والاوروغواني جورغ لاريوندا - 37 عاماً - والارجنتيني هوارسيو اليزوندو - 42 عاماً - والباراغواني كارلوس اماريا - 35 عاماً - و3 من اميركا الشمالية والوسطى هم المكسيكي بينيتو ارشونديا - 40 عاماً - والغواتيمالي كارلوس باتريس - 37 عاماً - والجامايكي برندرغاست - 43 عاماً ? و3 من آسيا هم الياباني تورو كاميكاوا - 43 عاماً - والسنغافوري شامسول مايدين - 40 عاماً - والاسترالي مارك شيلد - 32 عاماً - الافريقيان كودجيا كوفي من بنين - 38 عاماً - وعصام عبد الفتاح. واشترطت اللجنة العليا في"الفيفا"على الحكمين باتريس ودي بليكير اجتياز اختبارات اللياقة البدنية في دورة خاصة خلال شهر بعدما تأثر الحكمان بإصابة طارئة خلال المعسكر. وشملت قائمة الدعم والتطوير سبعة حكام هم السعودي خليل جلال - 35 عاماً - والشيلي كارلوس تشانديا - 41 عاماً - والجنوبي افريقي جيرومي دامون - 34 عاماً - والمغربي محمد جزاز - 43 عاماً - والاسباني لويس كانتاليخو - 42 عاماً - والمكسيكي ماركو رورديغز - 32 عاماً - والايطالي روبرتو روسيتي - 38 عاماً - وخلت القائمة من عدد كبير من الاسماء الشهيرة امثال النروجي هاوغي والالماني فانديال والاميركي ستوت والايراني مرادي واللوكسمبورغي هامير والفرنسي سارس والدنماركي بولارسين.