تعيش العاصمة الفرنسية أسبوعاً زاخراً بالأحداث مثلما يكون الأمر في كل موسم جديد، حينما تطرح دور الأزياء الراقية تصاميمها الجديدة في حضور نخبة من نجوم السينما والفن وأهل المجتمع المخملي. والعروض المقدمة هذه المرة تختص بفصلي خريف وشتاء 2005/2006. فها هو البريطاني جون غاليانو يحتفل على طريقته الخاصة بالعيد المئوي لميلاد كريستيان ديور، ويرسم لحساب هذه الدار باقة من الفساتين التي عادت بالحضور مئة سنة إلى الوراء، لما تتميز به من رومانسية خلابة سواء في القصّ والتفصيل واختيار الأقمشة والألوان أم المكملات المركبة بعبقرية. ولم يرسم غاليانو مجموعة"ديور"كلها على طراز بداية القرن العشرين، بل راح ينوّع بين ثوب وآخر، داعياً جمهوره إلى رحلة عبر القرن العشرين، تتوقف عند زمن الستينات. فضلاً عن ذلك، قدّم غاليانو ساعة تحمل علامة"كريستيان ديور"مرصعة بالألماس وعاكسة للضوء، اعتبرها تكريماً خاصاً لمؤسس الدار، لما تحمله من سمات شخصيته وطريقته في تصميم الموضة الجريئة. في اليوم التالي، دعا كارل لاغرفيلد، وريث"مادموازيل شانيل"، إلى حضور تشكيلته الجديدة التي استوحى تصاميمها من السنوات الممتدة بين 1900 و1950. والفكرة السائدة في موديلات"شانيل"تتعلق بمدى رغبة المرأة الأنيقة في إبراز أو إخفاء معالم جمالها. فجمال الفستان قد ينبع من المجوهرات التي تزينه، أو عبر ستره تحت معطف أنيق وبسيط. واقع معاصر وترقب الحضور مجموعة كريستيان لاكروا، خصوصاً بعدما اقتنت الدار شركة تجارية جديدة. فاتضح للحضور أن الإمكانات المتاحة له، لم تقل عما كانت في الماضي وأن تميّزها لا يزال في أوجه، حتى إذا كان المصمم اعتمد التغيير بعض الشيء في أسلوبه وصار يختار الأبيض والأسود أكثر من الألوان الزاهية والتفصيل المستقيم فضلاً عن القص غير الهندسي الذي ميز العديد من تصاميمه. ويكمن تميّز لاكروا في تحويل أفكاره المستوحاة من طبيعة الحياة الجنوبية إلى تصاميم واقعية معاصرة. وكان لاكروا صرح بأنه إذا فشل في إثارة إعجاب السيدات، وخلق رغبة لديهن في اقتناء فساتينه الشتوية الجديدة، فسوف يتحمل وحده الخسارة، بعيداً من مموليه. وجاءت تشكيلة فرانك سوربييه، وهو المصمم الباريسي المحبوب في مصر، فاخرة ترمز إلى روح الأناقة الباريسية الكلاسيكية. كما أبدع الإيطالي فالنتينو بفساتينه المرسومة لنجمات السينما عند حضورهن المهرجانات العالمية ومناسبات توزيع الجوائز الفنية الكبرى. تقاليد عربية أصيلة وطرح اللبناني جورج شقرا مجموعة تدل مرة جديدة الى مهارته في الرسم والتفصيل، والى حسن إدراكه لمعنى الأناقة الراقية. وقدمت المغربية زهور الريس تشكيلة مبنية على المزج الذكي بين التقاليد العربية الأصيلة والحداثة الغربية. واللافت هنا أيضاً الترويج الذي تخصصه دور الأناقة الباريسية الراقية لمبتكرات الإكسسوارات من خلال مزجها الجذري مع الثياب وتطريزها على الأقمشة.