فتح السياسيون العراقيون ملف تشكيل الحكومة التي يتوقع أن تواجه تحديات معقدة، خصوصاً في ما يتعلق بإدارة الملف الأمني عبر مجلسين أحدهما وزاري والآخر يضم الرؤساء الثلاثة وزعماء الكتل البرلمانية لتقليص صلاحيات رئيس الوزراء. فيما برز أمس أول خلاف على هذا المستوى حين رد الرئيس جلال طالباني على دعوة رئيس الوزراء المكلف جواد المالكي الى دمج الميليشيات بقوات الأمن، فاعتبر"البيشمركة الكردية ليست ميليشيا". على صعيد آخر أكد طالباني أنه سيرأس الوفد العراقي الى المحادثات الأميركية - الايرانية المرتقبة. لكن الناطق باسم الخارجية في طهران قال أمس ان بلاده"ليست مستعجلة وليس هناك أي تحضير لهذه المحادثات". أمنياً قتل أمس ثلاثة جنود أميركيين وعشرة عراقيين، بينهم ستة بقصف بالهاون استهدف وزارة الدفاع. وكان المالكي استبق في كلمة اعقبت جلسة البرلمان الاولى التساؤلات عن أولويات الحكومة الجديدة بإعلانه تأييده دمج الميليشيات المسلحة بالأجهزة الامنية، ومنع المظاهر المسلحة لإزالة الاحتقان الطائفي، منسجماً بذلك مع تصريحات للسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد اكد فيها امس ان"الميليشيات تشكل أهم التحديات التي ستواجه الحكومة". وامتدح المالكي كونه"شخصية قوية ووطنية قادرة على قيادة العراق في المرحلة المقبلة وتحقيق الوحدة الوطنية"ليعكس ارتياحاً اميركياً عاماً للخطوة الجديدة عبر عنها الرئيس جورج بوش بتأكيده ان"الشعب العراقي توصل الى نقطة أساسية نحو الديموقراطية". وان"اتفاق البرلمان السبت تحد للإرهابيين". واتفقت الكتل السياسية قبل اسابيع على تشكيل الهيئة الوزارية للامن الوطني التي يرأسها رئيس الوزراء شيعي بالتعاون مع نائبه سني وتضم وزراء الدفاع والداخلية والمالية والعدل ومستشار الامن القومي، ووزير الدولة لشؤون الامن الوطني، ورئيس جهاز المخابرات، وتتخذ القرارات فيها بالغالبية. وفي مؤشر الى عمق الخلافات، رفض طالباني أمس اعتبار قوات"البيشمركة"ميليشيا، مؤكداً انه لا يجوز حلها. وقال في مؤتمر صحافي مع خليل زاد ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان" قوات البيشمركة نظامية مجاهدة، ناضلت سنين لتحرير العراق وكردستان". وجاءت هذه التصريحات غداة اعلان المالكي عزمه دمج الميليشيات المسلحة مع قوات الامن. أما خليل زاد فقال ان"الولاياتالمتحدة تعتبر كل الميلشيات ... تحدياً كبيراً لعمل الحكومة العراقية". الى ذلك، أكد طالباني ان المحادثات الاميركية - الايرانية"ما زالت قائمة، وستحدث في المستقبل". مشيراً الى ان العراق سيلعب دوراً اساسياً في هذه المحادثات"انطلاقاً من مكانته التاريخية وثقله الاستراتيجي في المنطقة"، لافتاً الى انه سيشترك شخصياً فيها، اضافة الى عدد من الشخصيات الاخرى. واعرب عن قلقه من استمرار الحشود العسكرية التركية والايرانية، على حدود بلاده. من جانبه قال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي انه لم يجر التحضير للمحادثات. واضاف في تصريحات صحافية ان"المسألة ليست مهمة".