أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير أن"التضامن هو طريق السلام، وإذا كنا لا ننعم بهذا السلام المنشود، فلأننا لم نهتد بعد الى طريق التضامن. وإذا بنا قد تقسمنا على كل شيء، ولا جامع يجمعنا: من رئاسة الجمهورية، الى الوظائف الحكومية، الى السلاح الذي نجده في أيدي بعض المواطنين دون سواهم من المواطنين الآخرين، الى ما سوى ذلك مما يتعلق بترسيم الحدود مع من يجاورنا من دول، وإقامة تمثيل ديبلوماسي معها"، لافتاً الى أن"هذه كلها أمور بديهية في الدول التي تعرف كيف تحرص على استقلالها، وسيادتها، وحريتها، وتصونها بالمهج والأرواح، بمعزل عن أي تدخل خارجي". ورأى صفير في عظته الأسبوعية في بكركي أمس، أن"هناك ترابطاً بين الناس على اختلاف أوضاعهم ومقاماتهم، وان التضامن في ما بينهم لا بد منه لتخفيف أعباء الحياة عنهم"، معتبراً أن"التضامن ليس شعوراً مبهماً بالشفقة، والرأفة السطحية أمام الأضرار، التي أصابت عدداً من الأشخاص، أقارب كانوا أم أباعد، انه، على العكس من ذلك، العزم الثابت، المستمر على العمل من اجل الخير العام". وشدّد على ضرورة أن يشعر"الذين هم اثقل وزناً، بأنهم مسؤولون عن الذين هم أضعف منهم، وان يكونوا على استعداد ليقاسموهم ما يملكون. والذين هم أضعف يجب عليهم، من جهتهم، في خط التضامن نفسه، ألا يتخذوا موقفاً سلبياً، أو هداماً للنسيج الاجتماعي، بل عليهم، فيما هم يدافعون عن حقوقهم المشروعة، أن يصنعوا ما يعود إليهم من أجل الخير العام. أما الفئات المتوسطة ، فعليها بدورها ألا تتشدد، تشدداً يدل على أنانية، على ما لها من مصالح خاصة، بل عليها أن تحترم مصالح الآخرين". وكان صفير استهل العظة بتوجيه تحية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي كان حاضراًُ، قائلاً:"سعادة القائد نرحب بكم مصلياً بين المصلين، ونسأل الله أن ينصركم نصرة الحق على الباطل، وان يؤتينا أياماً خيراً في هذه الأيام البائسة". وبعد العظة، استقبل صفير ميشال نجل وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض الذي رفض الرد على عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي نبيل نقولا الذي اتهم عائلة معوض بمقايضة دم الرئيس الشهيد رينه معوض بمقعد نيابي، وقال:"لن أرد في هذا الموضوع بالذات على النائب نقولا، بل سأرد على رئيس التكتل ميشال عون"، مضيفاً:"اعتبرنا أن صفحة الخلاف بيننا وبين العماد عون في ملف الاغتيال، قد طويت وسامحنا عن قناعة من دون أي ثمن في المقابل، لأننا نعتبر انه يجب ألا يبقى أي خلاف مسيحي - مسيحي مبني على الدم". وأكد معوض انه"لا يمكن أن ننسى انه قبل انتخاب الرئيس معوض، أتهم بالعمالة يوم قال عون إن غداً سينتخبون رئيساً عميلاً، ولا يمكننا أن ننسى الأخطاء والخطايا التي حصلت في حق الرئيس معوض في تلك الفترة وفي حق لبنان من خلال خلق فراغ دستوري، والنيل من كرامة الصرح البطريركي وسيد بكركي، الى رفض تسليم قصر بعبدا، فكل هذا يحمل مسؤولية أكيدة للعماد عون في اغتيال الرئيس رينه معوض، حتى ولو أظهرت التحقيقات ان ليس هو وراء اغتياله، ولا يمكننا أن ننسى أيضاً أن أركان العماد عون وبعد اغتيال الرئيس معوض"فتحوا زجاجة الشمبانيا في"أوتيل الكومفورت"ابتهاجاً معتبرين ذلك إنجازاً تاريخياً". وأضاف معوض:"نحن مصرون على طي هذه الصفحة وسامحنا، ولكننا كنا نتوقع من العماد عون أن يتعاطى في هذا الموضوع في حد أدنى من الأخلاقية". وسأل معوض:"كيف يفسر العماد عون على رغم وضوح محاربة سورية لمسيرة السيادة، اعتبار نفسه انه على مسافة حيادية من سورية والوثيقة التي يوقعها مع"حزب الله"وربطه سلاح المقاومة بالدفاع عن الأرض باستراتيجية دفاعية غير محصورة في المؤسسات، وكيف يفسر العماد عون تحوله الى مرشح سورية الأول في لبنان بعدما كان وراء القرار 1559". رد على الرد ولاحقاً، رّد نقولا على تصريح معوض، معتبراً ان"في ما يتعلق بمعرفته بالسياسة، أعتقد أنه معوض ما زال في صف الحضانة، خصوصاً عندما يريد أن يوازي نفسه بالعماد ميشال عون، وبأعضاء"التيار الوطني الحر"، مضيفاً:"بالنسبة إلى شرب الشمبانيا، فلا أعرف من أين استقى معلوماته، خصوصاً أن عند استشهاد والده المغفور له الرئيس رينيه معوض، رحمه الله، كان مراهقاً، فهل استقى هذه المعلومات من اللواء محمد ناصيف".