تواصلت المواقف الاستقطابية للناخبين الشماليين في وقت قالت امانة سر البطريركية المارونية ان"بعض اهل السياسة تعوّد الإدلاء بتصاريح تمس بهذا او بذاك من السياسيين ويوهمون السامعين بأن ما ادلوا به كان عليه مدار الكلام بينهم وبين البطريرك نصر الله صفير". ودعت امانة السر"جميع الزائرين الى عدم الإدلاء بتصاريح من بكركي يشتم منها الطعن والتجريح بغية النيل من خصومهم السياسيين، ومنبر بكركي وجد لنشر الألفة والمحبة وليس لما هو نقيض ذلك، وليس لتصفية حسابات شخصية". ومن بكركي، طالب امس النائب غطاس خوري"رئيس الجمهورية بتحمل كل مسؤولياته وخصوصاً مسؤوليات النظام الأمني ? الاستخباراتي"، وناشد العماد ميشال عون"اعادة صوغ تحالف مع المعارضة من اجل انهاء النظام الأمني كلياً وإخراج رموز الفساد من البلاد وإنهاء الوجود السوري الفعلي في البلاد وعدم افساح المجال ابداً لعودة هذا النظام". وذكّره بأن"لولا انضمام الشريك المسلم في البلاد لما كان ممكناً تحريرها". وأعلن النائب بطرس حرب تضامنه مع النائب سايد عقل، وپ"رفضه للطريقة التي تم التعاطي بها معه من جانب الآخرين"، مضيفاً خلال زيارته عقل في البترون امس،"ان من غير الجائز ضرب قواعد العلاقات السياسية والإنسانية بين اللبنانيين، وأن تقلبات الظروف السياسية يجب ألا تطاول الثوابت والقيم والرموز التي قام عليها مجتمعنا، خصوصاً متى حصلت في وجه بيت عريق له على لبنان واللبنانيين الكثير من الأفضال". وكانت النائبة نائلة معوض زارت عقل، وضمت موقفها الى موقف النائب حرب. ونبّه النائب محمد الصفدي خلال زيارته الشيخ حمد كمون في طرابلس، الى ان"بذور التفرقة عادت تزرع بين اللبنانيين في شكل سريع مع شحن طائفي مخيف يهدد المجتمع اللبناني بأسره، ومن آثاره إقفال العقول والقلوب حيث تتحكم الغريزة في كل شيء". واضاف:"بعد ان أجريت الانتخابات على صعيد لبنان، وبقيت محافظة الشمال، لا بد من الإشارة الى ان قرار الشمال سيقرر مستقبل لبنان برمته، فقرارنا اليوم اما ان يرجعنا الى عهد الديكتاتورية والاستخبارات، وإنما ان نبدأ بعهد الديموقراطية والحرية والمستقبل الصالح لأبناء هذا البلد". ووصف النائب قيصر معوض المرشح عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية في حديث تلفزيوني امس، المشهد الانتخابي بالتراجيديا لأنه افرغ انتفاضة الاستقلال من الكثير من معانيها. وفيما لم ينكر التأثير المعنوي للنفوذ السوري في الشمال، رأى ان اظهار"مونة"السوريين بهذا الحجم هو للتخويف اكثر منه تعبيراً عن واقع معين. وشدد الياس عطا الله، امين سر"حركة اليسار الديموقراطي"، والمرشح عن المقعد النيابي في طرابلس، على ضرورة الاقتراع الكثيف لاستكمال انهاء الدولة الأمنية التي كانت آخر انجازاتها قتل سمير قصير، معتبراً ان المجلس النيابي"قد يكون انتقالياً، وعليه ان يضع قانوناً انتخابياً جديداً يكون اكثر تمثيلاً وعدالة، وأن لا بأس من تقصير مدة ولاية المجلس ونكون بذلك قد اشركنا الناس في مطامحهم في التغيير، فيكون للمرة الأولى في لبنان، تقصير ولاية، بعدما تعودنا على التمديد". في المقابل، شرح رئيس الحكومة السابق عمر كرامي لرئيس"المؤتمر الشعبي اللبناني"كمال شاتيلا، خلال استقباله في طرابلس"مواقفنا والأسباب التي اجبرتنا على اتخاذ هذا الموقف"، مضيفاً:"لقاؤنا مع شاتيلا وإخوانه هو لقاء الحلفاء والأصدقاء والخط الوطني الواحد". وأوضح مرشح"التيار الوطني الحر"، في منطقة الشمال الدائرة الثانية، جبران باسيل، في لقاءات في البترون وجولات في مدينة طرابلس ان"على رغم خوضنا الانتخابات في ظل قانون اعوج فقد عبر الناس عن حاجتهم الى التغيير في كل المناطق ايماناً منهم بالبرنامج الإصلاحي الذي يقدمه التيار، وتأكيداً على ان عملية الاحتكار الطائفي لا تبني البلد"،. الى ذلك، وجّه النائب علي خريس من كتلة المقاومة والتنمية النيابية التي يترأسها نبيه بري انتقادات حادة لتصريحات النائبة نايلة معوض ووصفها بأنها"مهينة للمجلس النيابي ودليل الى افلاس سياسي وشعبي انتخابي شاذ". وقال:"ان كل الوطن يعرف دور الرئيس نبيه بري ان على المستوى الوطني العام او على مستوى دوره في تعزيز فاعلية المجلس النيابي على مدار سنوات رئاسته لهذا المجلس ومواقفه الأخيرة، وخطواته بعد ازمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي التي انقذت لبنان من الانهيار السياسي والأمني نتيجة تداعيات التحركات المشبوهة". ومن تداعيات نتائج الانتخابات في الجبل والبقاع الأحد الماضي رد المكتب الإعلامي للنائب الياس سكاف على ما اورده النائب نقولا فتوش خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلثاء الماضي"من اتهامات ضد اهالي مدينة زحلة والنائب سكاف الذين وصفهم فتوش بأنهم يغلبون"المذهبية والتطرف والغرائزية". وجاء في الرد:"كنا نأمل من النائب فتوش المحبط والحزين حتى الموت"جراء الهزيمة الموجعة التي لحقت بلائحة النائب السابق محسن دلول في الانتخابات النيابية، بألا يضيع البوصلة وينحرف الى الدس الرخيص عبر التلاعب على الوتر الطائفي، والترويج للفتنة المذهبية التي يعرف جيداً انه كان اول المنخرطين فيها عام 1975 ورأى ان"بالنسبة الى الكلام عن الأجهزة الأمنية، فإن الزحليين والبقاعيين يعرفون ان تعامل النائب سكاف مع الأجهزة كان على قاعدة الندية وبالتأكيد ليس على قاعدة النائب فتوش في التعامل الاستزلامي". وكان فتوش زار بكركي امس، وعرض مع البطريرك صفير ما حصل في زحلة خلال الانتخابات وقال انه عرض"اموراً اثيرت في بعض الكنائس وقرع الأجراس وجئنا ندعو الى تدارك هذا الأمر في بقية المناطق حتى لا يتم تشويه العيش المشترك والمحبة بين كل اللبنانيين". ونبّه النائب محسن دلول في مؤتمر صحافي عقده امس من"التداعيات الخطيرة التي يشهدها البقاع الأوسط نتيجة الشحن الطائفي الذي رافق العملية الانتخابية وانعكاساته على صيغة العيش المشترك".