سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان : مواقف سياسية في الصلاة الاحتفالية بالذكرى 16 لاغتيال رينيه معوض . صفير : لو قامت العدالة بواجبها لكان الحريري الآن حياً نايلة : على لحود التنحي بصرف النظر عن مسؤوليته
تحولت الصلاة الاحتفالية بالذكرى السادسة عشرة لاغتيال الرئيس رينيه معوض في بكركي أمس، الى مناسبة سياسية بامتياز. وبرز موقفا البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي أكد أنه"لو قامت العدالة بواجبها سابقاً، لما حدث ما حدث لاحقاً، ولكان آخر شهداء الوطن الرئيس المرحوم رفيق الحريري لا يزال حياً يرزق"، وأرملة الرئيس معوض الوزيرة نايلة معوض التي طالبت باستقالة رئيس الجمهورية اميل لحود. وأكد صفير بعد العظة الأسبوعية، أن"الرئيس رينيه معوض امتاز بالجرأة في اتخاذ المواقف الصعبة والإقدام على ما يحجم عنه الآخرون والمرونة في التعاطي مع كبار القوم وصغارهم على السواء وإيمان بالله وبالوطن لبنان، وهذا ما خوله أن يتبوأ سدة الرئاسة الأولى عن جدارة في أيام كانت لا تزال فيها رائحة البارود والدم في لبنان تزكم الأنوف". وأضاف:"مر على استشهاده ست عشرة سنة. وكان أنه، ما أن انتخب رئيساً، حتى بادر الى إطلاق صرخة مدوية، مجرحة، لا يزال صداها يتردد في قرارات الآذان، دعا بها جميع اللبنانيين الى مصالحة وطنية، شاملة لا تستثني أحداً حتى اؤلئك الذين يصرون على استثناء نفوسهم منها". وقال إن معوض بدأ"يسعى الى تحرير طريق يسلكها الى مدينة أنبتته، تمهيداً لتحرير كل الأرض اللبنانية من كل مسلح يقيم عليها، فكان الجواب مرة أولى إعلاناً محرفاً في الصحف يقول عكس ما يقوله الرئيس. وجاء، فوراً تأكيد على ما قاله على لسان أقرب الناس إليه، فكان الجواب سريعاً هذه المرة، وهو جواب ارتدى طابع العنف المروع، فانفجرت به سيارته هو ومرافقوه في يوم عيد الاستقلال اللبناني سنة 1989. وكانت الفاجعة". ولفت صفير الى أن"الأيدي المجرمة كانت تعودت ممارسة مثل هذا الأمر على أصحاب الكلمة الحرة والموقف الصريح من اللبنانيين، ولم تستثن رئيساً آخر للجمهورية ولا مفتياً جليلاً ولا نواباً ولا صحافيين ولا رجال أعمال أو ذوي نفوذ". وأشار الى أن"أصحاب هذه الأيدي كانوا على يقين أن يد العدالة لن تطاولهم، وأنهم إذا عاودوا الكرة، فلا خوف عليهم ولا حرج. ولو كانت العدالة قامت بواجبها سابقاً، لما حدث ما حدث لاحقاً، ولكان آخر شهداء الوطن، دولة الرئيس المرحوم رفيق الحريري لا يزال حياً يرزق". وأضاف أن معوض كان"يعرف كيف يرفع الصوت، ويضرب على الطاولة، ويخشوشن عندما كان الموقف يقتضي له الخشونة، ليأتي بالنتيجة المرتجاة. وكان، كلما استعصت قضية بين بلدته وسواها من البلدات المجاورة، كان يعالجها بما عرف به من حنكة، فيوفق بين متخاصمين"، موضحاً"أننا لن ننسى عندما قضت الحاجة بإعداد ما ينبغي من الحجج والوثائق التي كان النواب اللبنانيون يهيئونها قبل الذهاب الى الطائف، أنه كان يأتي الى بكركي دورياً لتدارس المواضيع واعداد ملفات، قبل الذهاب الى الطائف وعرضها رسمياً في الاجتماعات التي كانت ستعقد. ولا نزال نذكر أنه كان من أكثر الذين اتصلوا بنا هاتفياً الى روما ليطلعنا على سير الأعمال في مؤتمر الطائف وتقدمها أو عرقلتها". وأكد صفير أن"غيابه كان خسارة كبيرة على الوطن، ولكن قرينته تحاول أن تقوم مقامه في النيابة والوزارة، وفي المشاريع الاجتماعية الخاصة التي تطلقها، بمعاونة ابنهما ميشال". نايلة معوض ومن جهتها أكدت الوزيرة معوض أن"الذكرى هذه السنة تحولت من مناسبة فاجعة الى عرس حقيقي للحرية والسيادة والاستقلال"، مضيفة انه"بعد ستة عشر عاماً، بدأت تتكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعبرها حقيقة لماذا ومن اغتال الرئيس الشهيد رينيه معوض. رينيه معوض ورفيق الحريري هما شاهدا وشهيدا الطائف. اغتالوا رينيه معوض لإيمانه بلبنان وطناً عربياً سيداً حراً مستقلاً تربطه بسورية علاقات أخوية ندية ومتوازنة، وهم أرادوا بلدنا رهينةً لأطماعهم وساحة مستباحة للتبعية والوصاية. اغتالوا رينيه معوض للقضاء على رهان عمره في ترسيخ الوفاق والمصالحة والتضامن بين أبناء الشعب الواحد وهم أرادوا تعميق الحواجز والخلافات بل الانقسامات بين اللبنانيين كي يبقوا حاجة للاستقرار ويبقى لبنان ممسوكاً لا متماسكاً". وأوضحت"انهم اغتالوا رينيه معوض بعملية انقلابية منظمة على الطائف شهدنا فصولها مسلسل رعب في حلقات متتالية: نفي النائب ميشال عون ومجازر 13 تشرين الثاني نوفمبر، واعتقال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع وحلّ القوات اللبنانية، وقوانين انتخاب ومراسيم تجنيس شوّهت إرادة اللبنانيين وهيكلية التركيبة السياسية في البلاد، وضرب مصالحة الجبل، وأحداث 7 آب اغسطس، وإغلاق محطة ال MTV، وابطال نيابة غبريال المر، والتمديد القسري للرئيس لحود وتداعياته الخطيرة التي أدت الى الجريمة الإرهابية واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد باسل فليحان ورفاقهما، وما سبقها من محاولة اغتيال الشهيد الحي مروان حماده، وما أعقبها من اغتيال شهيدي انتفاضة الاستقلال سمير قصير وجورج حاوي، ومحاولة اغتيال الشهيدين الحيين الياس المر ومي شدياق مروراً بالتفجيرات الإرهابية". وأضافت:"كل ذلك تجمعه حقيقة واحدة: نظام أمني سوري - لبناني مشترك متآمر على لبنان الدولة والوطن. نظام أسسوا لقيامه باغتيال رينيه معوض وتهاوى باغتيال رفيق الحريري. نظام تعمد طمس جرائمه، فأخفى الدلائل وأجهض التحقيقات وعطّل القضاء وزوّر الوقائع وخوّن الشرفاء". وطالبت"بتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية لتشمل كل الجرائم المرتكبة بعد اتفاق الطائف، وبمحكمة دولية لمعاقبة المجرمين". وقالت معوض:"للمرة الأولى ومنذ اكثر من ثلاثين سنة، نحيي الاستقلال ولبنان تخلّص من هيمنة الوصاية السورية بعد خمسة أعوام على تحرير أرضه من سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وبعد انتخاب مجلس نيابي لم تتدخل في تكوينه وفرض ولائه غرف الاستخبارات المشتركة، لكن تلك النكهة تبقى على شيء من المرارة لغياب الشهيد رفيق الحريري وقافلة شهداء انتفاضة الاستقلال"، معتبرة أن"اغتيال الرئيس الحريري شكل محاولة جديدة لاغتيال القرار الوطني المستقل وحق الشعب اللبناني في تقرير مصيره". وجددت معوض"إصرارنا على كشف الحقيقة كاملة من دون أية مساومة أو هروب الى الأمام، ليس فقط لإحقاق الحق بل لأنه ممنوع بعد اليوم القفز فوق دماء شهدائنا". وأوضحت أن"استكمال الاستقلال وبالتزامن مع كشف الحقيقة يحتّم تنحي الرئيس اميل لحود، رأس النظام الأمني المتهاوي وبمعزل عن مدى مسؤوليته المباشرة عن هذه الجريمة، لأن التمديد القسري لولايته وبالتهديد والإكراه هو بمثابة انقلاب على الدستور وضرب للميثاق الوطني ولأن بقاءه استمرار للوصاية وقبول بل استسلام لمفاعيلها". وأضافت:"الرئيس لحود يجب أن يستقيل لأنه يتحمل المسؤولية السياسية بعد زج كل رموز نظامه الأمني في السجن، ولإخراج موقع رئاسة الجمهورية من الانعزال الداخلي والعزلة الخارجية". المقاومة وأشارت معوض الى أن"تحصين السيادة يحتم حماية لبنان، تراباً ومياهاً وأجواء، من الاعتداءات والخروق الإسرائيلية، كما يحتم تحرير ما تبقى من أراض محتلة في مزارع شبعا"، منوهة"بإنجازات المقاومة الوطنية"، ومؤكدة"عزم اللبنانيين على تحرير أرضهم ومعتقليهم والوقوف في مواجهة كل التهديدات ضد بلدهم". وطالبت"المجتمع الدولي بالضغط جدياً على إسرائيل من اجل وقف كل تجاوزاتها وارتكاباتها ضد بلدنا. والكل يشهد في هذه المرحلة اهتماماً خاصاً وغير مسبوق للمحافل وللشرعية الدولية في القضية اللبنانية، فلا يجوز لنا تفويت هذه الفرصة بل يجب تفعيل ديبلوماسيتنا لاستكمال التحرير واسترداد سيادتنا على كل أراضينا"، لافتة الى أن"هذا يتطلب إظهار الحدود وترسيمها وفقاً للأصول القانونية الدولية وبدءاً بمزارع شبعا لاستعادة حقنا في ملكيتها وهويتها"، ومحملة"النظام السوري مسؤولية عرقلة مسيرة التحرير خصوصاً بعد رسالة رئيس الوزراء السوري ناجي العطري الأخيرة الى رئيس حكومتنا والتي ربطت ترسيم حدود مزارع شبعا بتحرير الجولان، مما يعني استثناءها من مفاعيل القرار 425 وربطها بالقرار 242. إن مثل هذا الموقف- القرار نعتبره عائقاً جدياً في مسيرة تحرير أرضنا". وقالت:"آن الأوان أن نطوي صفحة الماضي نهائياً بين الشعبين اللبناني والفلسطيني. والكل على يقين أن دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة هي دعم للبنان سيد حر مستقل"، مشددة على ضرورة"التعاون والتنسيق بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية وتبادل التمثيل الديبلوماسي بينهما كمدخل لاسترداد الثقة كاملة بين الشعبين ولمعالجة المشاكل". وأضافت:"من حق اللبنانيين تأكيد سيادة دولتهم على كامل الأراضي اللبنانية ورفض تحويل السلاح الفلسطيني الى أداة تفجيرية للأوضاع الداخلية اللبنانية. وهنا نؤيد قرار مجلس الوزراء منع السلاح خارج المخيمات والبدء بحوار شامل يؤدي الى معالجة قضية السلاح داخل المخيمات تحت سقف السيادة الوطنية. كما من حق الفلسطينيين علينا احتضان اللبنانيين لمشاكلهم وهواجسهم"، منبهة الى"محاولة النظام السوري اخذ الفلسطينيين في الشتات وخصوصاً الموجودين في سورية، في مخيمي اليرموك وفلسطين وسواهما، رهينة للضغط على بعض الفصائل لتعطيل الحوار مع الدولة اللبنانية والوقوف في وجه المصالحة بين الشعبين". "لن نقبل التطاول" وشددت على ضرورة"التعاون السوري الكامل مع التحقيق الدولي لكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ومثيلاتها ورفع الغطاء عن المجرمين والمخططين والمتورطين، مهما علا شأنهم وموقعهم. كما يستلزم الخروج من الأزمة مقاربة الملفات الداهمة التي ما زالت تشكل التباساً خطيراً وجرحاً نازفاً في العلاقات أبرزها ترسيم الحدود كاملة وضبطها كما بتّ مصير المخطوفين والمعتقلين في السجون السورية"، مؤكدة"أننا لن نقبل بعد اليوم بالتطاول على رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة ولن نقبل بعد اليوم التطاول على الشرفاء في لبنان". وأكدت معوض أن"انتفاضة 14 آذار مارس لم تكن مكتملة النصاب في غياب ملحوظ لقوى أساسية ساهمت في تحرير لبنان، واعني هنا"حزب الله"وپ"حركة أمل"، فلولا التحرير في 25 أيار مايو 2000 لما اكتملت ظروف وشروط مسيرة الاستقلال التي توجت في 14 آذار. وتأسيساً على هذه المنطلقات، بادرنا كقوى 14 آذار وكل من موقعه الى انتزاع فترة سماح من المجتمع الدولي نعالج فيها إشكالية بعض بنود القرار 1559 بحلول وفاقية لبنانية تبدد بالحوار الهادئ والمسؤول هواجس"حزب الله"كما أيضاً هواجس كل مكونات الشعب اللبناني". وأكدت أن"حماية إنجازات المقاومة لا تعني حقها بالتفرد في سياسات وآليات مواجهة العدو والتي ترتب مسؤوليات واستتباعات تلزم لبنان وتطاول كل الشعب اللبناني. لذا مجلس الوزراء وحده يجب أن يكون المرجعية وصاحب القرار. كما نقول، إن حماية لبنان وحماية إنجازات 25 أيار تكون في روحية 14 آذار وليس في 8 آذار، تكون في انتفاضة الاستقلال وليس في محاولة تغطية لنظام الوصاية في لبنان". حضور وغياب وبدا لافتاً خلال الاحتفال غياب ممثل عن رئيس الجمهورية اميل لحود، وحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين وممثل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزير مروان حمادة ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني وممثل النائب سعد الحريري النائب بهيج طبارة وممثل النائب ميشال عون النائب نعمة الله أبي نصر، وعدد كبير من وزراء ونواب من الكتل النيابية كافة باستثناء كتلتي"التنمية والتحرير"برئاسة بري و"الوفاء للمقاومة"حزب الله. كما بدا لافتاً حضور رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع، إضافة الى ممثل قائد الجيش رئيس الأركان اللواء شوقي المصري ومدير الاستخبارات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير ووفد من مديرية قوى الأمن الداخلي برئاسة العميد صلاح جبران ممثلاً المدير العام اللواء اشرف ريفي، والسفراء: الأميركي جيفري فيلتمان والبريطاني جيمس واط والمغربي علي اومليل، وحشد من النواب والوزراء السابقين ورؤساء مجالس الإدارة، وحشود سياسية وثقافية واجتماعية ودينية وشعبية من مختلف المناطق اللبنانية. صفير الى الاردن وفي مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل مغادرته الى الأردن، اعتبر صفير أن موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية أمر عادي ويجب أن يتم، رافضاً التعليق على كلام معوض. وقال:"أنا من الأساس ذهبت للمشاركة في الاحتفال الديني، وبعد الاحتفال رجعت الى مكاني ولم اعرف ماذا قالت".