تستضيف قطر اليوم المؤتمر التأسيسي للعلماء العرب المغتربين، وهو نتاج مبادرة أطلقتها رئيسة"مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"الشيخة موزة المسند، زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ويشارك في المؤتمر 180 عالماً عربياً مغترباً. وأفاد المستشار في مكتب الشيخة موزة منسق المؤتمر عبد الجليل محمد لحمنات في حديث إلى"الحياة"أن هذه المبادرة"تأتي ضمن سلسلة مبادرات تنطلق من دور التعليم والبحث العلمي كخيار استراتيجي في التنمية". وأضاف أن الجانب القطري لن يكون مجرد ممول للمشاريع بل سيكون شريكاً للعلماء،"لأن الفكرة ترمي إلى تأسيس بيئة تؤسس للبحث العلمي، وتكون فرصة لمشاركة القطريين من أصحاب المؤهلات الأكاديمية". وقال لحمنات إن المؤتمر سيصدر"بيان الدوحة"، وخطة عمل، متوقعاً أن يسفر عن وضع استراتيجية ذات جدول زمني لتحقيق"شراكة"بين قطر والعلماء. وقال إن الشراكة ستنطلق من مشاريع سيقرر المؤتمر آلية التعاطي معها وانتقائها، مؤكداً أن الشيخة موزة أكدت على عدم صدور توصيات بل برنامج عمل والتزام مشترك من الطرفين، القطري الذي تمثله الشيخة موزة والطرف الثاني وهو العلماء. وأكد لحمنات أن"احتياجات البحث العلمي في قطر ضخمة، ولا يمكن لدولة أن تفي بالمطلوب، وأنه من المفيد أن يترتب من المؤتمر بناء ائتلاف، أي جذب عناصر أخرى وإقناع أطراف عربية أخرى، سواء كانت ممولة أو باحثة، للانخراط في هذا المشروع. ولفت إلى الإمكانات العلمية المتوافرة في المدينة التعليمية في قطر التي تضم عدداً من الجامعات الأميركية. ورداً على سؤال ل"الحياة"عن معايير اختيار العلماء المشاركين في المؤتمر، قال:"أولاً هناك المعيار التمثيلي إذ ستشارك كل الجنسيات العربية في المؤتمر. وهناك تركيز على الأصول البحثية، فقد جمعنا علماء عبر من استراليا وأميركا وفرنسا وبريطانيا. كذلك ركزنا على العلماء الشبان غير المعروفين لدى العرب للتعريف بهم". وقال لحمنات إن الشيخة موزة، بصفتها سفيرة لليونسكو للتعليم العالي ورئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مهدت الطريق أمام اللقاءات التمهيدية مع العلماء العرب والتي وُضعت خلالها مسودة عمل للمؤتمر. وقال إن قطر تسعى إلى تمويل صندوق للبحث العلمي الذي سيحتضن مبادرة الشراكة مع العلماء، لافتاً إلى تخصيص قطر بئر بترول لتمويل البحث العلمي يبلغ عائدها السنوي 60 مليون دولار، مشيراً إلى تخصيص 270 مليون دولار ل"واحة العلوم والتكنولوجيا"في المدينة التعليمية. وشدد على أهمية أن يتجاوز صندوق البحث العلمي قطر لشمل العالم العربي كله. وأفاد لحمنات أن المؤتمر سيعلن قاعدة بيانات للعلماء، وسيصبح العلماء العرب المغتربون معروفين للجميع ويمكن الاستفادة من خبراتهم بحسب الطلب. وقال:"إن ما أدهشني لدى مقابلتي عدد من العلماء العرب هو التصاقهم بجذورهم القومية، بخاصة أن عدداً منهم منخرط في برامج تنمية في العالم العربي".