حققت المنظمات غير الحكومية العربية نجاحاً في مؤتمر الدوحة، إذ تقرر انشاء "صندوق مشترك بين البنك الإسلامي للتنمية والحكومات والمؤسسات الاقليمية والخاصة والأهلية في الدول المساهمة، يخصص لتفعيل عمل المنظمات الأهلية في المجالات كافة". وجاء في البيان الختامي ل"مؤتمر الدور التكاملي للمنظمات غير الحكومية والحكومية والدولية في التنمية المستدامة" الذي شاركت فيه 71 منظمة من 25 دولة، ان الشيخة موزة المسند، قرينة أمير قطر رئيسة إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر، "بادرت بالمساهمة بمبلغ مليون ريال كنواة للصندوق، كما تبرعت جمعية قطر الخيرية بربع مليون ريال للغرض ذاته". ودعا البيان الحكومات العربية إلى "سن وتطوير أنظمة وقوانين تنظيم عمل الجمعيات الأهلية، وتحدد العلاقات بينها وبين الحكومات بما يضمن شفافيتها واستقلاليتها وتنمية مواردها". وأوصى المؤتمر ب"انشاء شبكات تواصل محلية واقليمية للمنظمات الأهلية العاملة في مجال التنمية المستدامة". وتبنى ما جاء في كلمة الشيخة موزة لدى افتتاحها المؤتمر. وحض على "إعداد استراتيجية إسلامية تهيئ فرص نهوض المنظمات غير الحكومية بدورها في التنمية وأخذها المبادرة المبدعة كي تكون سنداً للأمن الاقتصادي وعاملاً للاستقرار السياسي والنمو الاجتماعي". وحض البيان "صناديق وبنوك التنمية العربية والإسلامية في فتح نوافذ تمويلية" لتلك المنظمات، داعياً الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى حض المنظمات الأممية والدولية المنتمية إلى عضويتها على زيادة دعم مؤسساتها الأهلية. وتقرر تشكيل لجنة استشارية من المنظمات الاقليمية والأهلية لمتابعة تنفيذ توصيات مؤتمر الدوحة الأول للمنظمات غير الحكومية. وكان لفلسطين نصيب في تلك التوصيات، إذ دعا المؤتمر الجمعيات الأهلية العربية والإسلامية إلى تخصيص جانب من برامجها وأنشطتها التنموية والاغاثية "لدعم صمود الشعب الفلسطيني في ما يواجهه من ظلم وعدوان". وأصدر المؤتمر "مذكرة" منفصلة عن البيان، وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، عبرت عن "إدانة الإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وحرمانه من حقوقه الأساسية والحياة على أرضه ومن سلطته المشروعة". وطالبت المذكرة أنان بالسعي إلى تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني "لإعطاء فرصة لاستئناف عملية السلام الشامل والعادل". وفي مؤتمر صحافي قالت ل"الحياة" منيرة المسند، رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر إن أبرز تحد تواجهه المنظمات غير الحكومية في هذه الفترة هو "أن نثبت للعالم النظرة الخاطئة تجاه الإسلام ومبادئه". وأكدت أن الجمعيات الأهلية في قطر تقوم بأعمال اجتماعية لا سياسية، وفقاً لقانون الجمعيات. وسُئلت عن أبرز التحديات التي تواجه المنظمات غير الحكومية في منطقة الخليج والعالم العربي، فأوضحت أنها تكمن في التمويل وضعف الوعي بقيمة العمل التطوعي.