أعلنت الدوحة استراتيجيتين في إطار رؤية شاملة للتنمية، تعطي أولوية للبحث العلمي من خلال استثمار القدرات الفكرية وإمكانات العلماء العرب المغتربين في دول كثيرة. ودشنت رئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر، «استراتيجية قطر الوطنية للبحوث 2012» و «استراتيجية قطر الوطنية لبحوث السرطان»، في افتتاح «الملتقى المشترك لمنتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث ومؤتمر شبكة العلماء العرب المغتربين 2012». وأملت في «استثمار بعض من ثرواتِنا الطبيعية لبناء ثروة علميّة واقتصاد معرفة وقاعدة بحثية». ولفتت إلى أن «أمّتنا مرّت في تجارب الماضي المتعثرة، التي لا تزال تلقي ظلالها المحبطة على مسيرة التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي». لكن لم تغفل ما قطعته قطر في هذا السياق، وأوضحت أنها «التزمت تخصيص 2.8 في المئة من الناتج المحلي للإنفاق في مجال البحوث والتكنولوجيا والابتكار، وكُلِّفت مؤسسة قطر (التي ترأسها) إدارة هذه الموارد». ورأت أن «تمويلاً سخيّاً بهذا الحجم كان يحتاج إلى آليات استثمار قادرة على برمجة استخدامه بأفضل الصيغ». وأوضحت أن استراتيجية قطر الوطنية للبحوث «تأتي لتستوعب هذه الحاجة، وإلى أن تكون الآلية المرجعيّة لتوصيف أشكال الإنفاق في مجال البحوث، وأن البُعد المحلي للاستراتيجية يعمل على التعامل مع أسئلة وقضايا المجتمع والدولة على مستويات الصحة والتعليم والبيئة والطاقة والعلوم الإنسانية والفنون وغيرها». وأكدت أن «طموحنا في البُعد الإقليمي والعالمي، ينتظر من مشاريع الاستراتيجية تأهيل قطر لتكون حاضنة لأفكار الابتكار ومصدّرة لنتاجه». وأشارت إلى أن استراتيجية البحث العلمي في قطر «أخذت بأولويات الحاجات الاقتصادية ورؤية قطر الوطنية 2030، وتُعنى أيضاً بالنهضة العلمية في الوطن العربي، وخلق ثقافة البحث العلمي وترسيخه، وجعلها ثقافة إيجابية تنافسية من خلال اكتشاف العقول العربية الشابة الواعدة، واستيعاب مواهبهم العلمية مع تقديم الدعم الفني والمادي لتطوير اختراعاتهم». وأعلنت أن الاستراتيجية «تتولّى دعم الاستثمار في تمويل مشاريع الأبحاث العربية، ومُوّل حتى الآن 78 مشروعاً ل 53 معهداً في 12 بلداً عربياً بأكثر من 68 مليون دولار». ويناقش علماء عرب توافدوا من دول كثيرة في الملتقى المشترك، عناوين بينها «شبكة العلماء العرب المغتربين والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي»، و«استراتيجية قطر الوطنية لبحوث السرطان»، و «عمليات الاستفادة التجارية من نشاطات البحوث والتطوير في المنطقة العربية».