عاد الجدل الفرنسي - الجزائري ليشتعل مجدداً حول دور الاستعمار، بعدما قرر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الدفاع عن هذا الدور بقوله ان بداية الاستعمار كانت لحظة"مهولة"، لكن تبعها تقدم في مجالات عدة بفضل المدرّسين والمهندسين والأطباء. وجاء كلام دوست بلازي الى اذاعة"مونتي كارلو"رداً على الحملة التي شنها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على فرنسا الاثنين الماضي، حين قال ان الاستعمار شكّل"ابادة لهويتنا وتاريخنا ولغتنا وتقاليدنا". وقال دوست بلازي:"في كل حالات الاستعمار، هناك لحظتان: لحظة الغزو التي تكون دائماً لحظة مهولة"يتبعها لحظة تقدم بفضل"نساء ورجال قاموا بعملهم في مجال التدريس، والمهندسين الذين قاموا بعملهم وكذلك الأطباء". وأضاف انه"بدل الجدل"، من الأهم بالنسبة الى الجزائر وايضاً الى فرنسا"التطلع الى الأمام والبناء معاً، لأننا مرتبطون بالجزائر تاريخياً وجغرافياً". وأضاف:"ان السياسة تبنى على المستقبل وعلى الرؤية وليس على الأحقاد"، وأن على الطرفين"التدقيق معاً في تاريخنا المشترك لتفحص صفحاته الأكثر إثارة للألم". وعلى رغم ان دوست بلازي أكد تمسكه بشراكة مميزة بين فرنساوالجزائر، فإن التصريحات المتبادلة بينه وبين الرئيس الجزائري، بددت مجدداً الأمل بإمكان دفع الأمور الى التقدم على صعيد معاهدة الصداقة بين البلدين. وهناك انطباع في باريس مفاده ان بوتفليقه ربما تعمد الإدلاء بتصريحه حول دور الاستعمار الفرنسي، ليؤكد ما تردد في الإعلام الجزائري حول فشل دوست بلازي خلال زيارته للجزائر في 9 و10 نيسان ابريل الجاري، في تحريك الأمور بالنسبة الى"معاهدة الصداقة"التي اقترحها الرئيس جاك شيراك في آذار مارس 2003 على ان توقع في 2005، وهو ما لم يتم بسبب الجدل على قانون أقره البرلمان الفرنسي في 23 شباط فبراير 2005 ويشير الى الدور الإيجابي للاستعمار. والواقع انه إضافة الى دور فرنسا كقوة مستعمرة، هناك ملفات عدة تسمم أجواء العلاقات الفرنسية - الجزائرية، وقد يكون أبرزها ملف الصحراء الغربية. وتأخذ الجزائر على فرنسا تأييدها لخطة المغرب منح الحكم الذاتي للصحراء، ولا تنظر بارتياح الى علاقات المودة الوثيقة التي تربط شيراك بالعاهل المغربي محمد السادس.