بدأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة زيارة علاج جديدة لباريس لتقويم وضعه الصحي إثر العملية الجراحية في المعدة التي خضع لها نهاية العام الماضي. وتزامنت زيارته مع تصعيد فرنسي لافت في الموقف منه، وقال مصدر فرنسي رفيع ل"الحياة"ان بلاده لا تفهم تراجع بوتفليقة عن مواقفه بعدما كان والرئيس الفرنسي جاك شيراك أمام"فرصة تاريخية"لتوقيع معاهدة صداقة فرنسية - جزائرية. وأضاف المصدر الذي تحدث الى"الحياة"على هامش زيارة شيراك الى مصر، ان الرأي العام في البلدين كان مستعداً للمعاهدة، لكن ما جرى لاحقاً أظهر ان الفرصة لم تُغتنم"وينبغي الآن الانتظار بين 10 و15 سنة قبل الإقدام على هذه الخطوة مجدداً". وذكر المصدر ان فرنسا لم تفهم ولم تقبل ان يبدأ الرئيس الجزائري لقاءه الإثنين الماضي مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بالقول ان الرئيس الفرنسي يتعامل في شكل أحادي مع نص معاهدة الصداقة. وأبدى خيبة أمل فرنسية إزاء قول بوتفليقة لدوست بلازي"لا تنسوا ان الجزائر دولة مستقلة وسيدة والمعاهدة التي كتبها الرئيس شيراك تشكل تعاملاً أحادياً". وذكر ان نص المعاهدة كان على وشك ان يُنجز لكن الآن، وبعد الذي حصل الاثنين، فإن فرصة المعاهدة ولت. وفي الجزائر، أفاد مصدر رسمي أن بوتفليقة توجه مساء الأربعاء إلى فرنسا ل"إجراء مراقبة طبية كانت مقررة منذ مدة"عقب فترة العلاج في مستشفى فال دو غراس الباريسي نهاية العام الماضي بعد تعرضه إلى"قرحة نزيفية في المعدة"، بحسب البيانات التي أصدرها الفريق الطبي الجزائري. ولم يقدم بيان رئاسة الجمهورية، الذي وزعته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أمس، تفاصيل إضافية عن العلاج. لكن مصدراً بارزاً أوضح ل"الحياة"أن الفريق الطبي الفرنسي الذي أجرى له عملية جراحية في المستشفى العسكري الفرنسي"فال دو غراس"كان حدد للرئيس الجزائري تاريخ 20 نيسان ابريل موعداً لإجراء"المتابعة الطبية"، وهو ما ينفي صفة"الفجائية"في توجهه إلى فرنسا. وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس نبأ وجود بوتفليقة في"زيارة متابعة طبية"، من دون كشف أي تفاصيل أخرى. وجاء هذا التأكيد عقب تصريح أدلى به زعيم"الجبهة الوطنية الفرنسية"اليمين المتطرف جان ماري لوبن وكشف فيه وجوده في فرنسا. وقال لوبن في تصريحه الى اذاعة"مونتي كارلو"انه يعتبر"من الشائن ان يسمح بوتفليقة لنفسه"باتهام فرنسا بإبادة الهوية الجزائرية"ليأتي في اليوم التالي إلينا للعلاج، لأنه موجود عندنا اليوم حيث يعالج". وقالت مصادر فرنسية مطلعة ان الرئيس الجزائري لم ينتقل الى باريس بصورة طارئة وان مجيئه كان متوقعاً ولا يعكس أي تدهور مفاجئ في وضعه الصحي بل يندرج في إطار العلاج الذي يخضع له.