في أول جولة خارجية له حاول وزير خارجية حكومة"حماس"محمود الزهار في السعودية أمس تجنب الاصطدام بالأردن، مؤكداً أن حركته"لا تخزن أي أسلحة في أي منطقة عربية"، مشدداً على أن حماس"لم تعبث بأمن أحد". وبعد أن رد بأن"لا تعقيب"لديه على إعلان الحكومة الأردنية إلغاء موعد زيارته المقررة أمس بسبب اتهام"حماس"بالمسؤولية عن"إدخال"أسلحة شديدة الخطورة إلى الأراضي الأردنية، تراجع وقال:"الذي بيننا وبين الأردن لا يتوقف على زيارة ألغيت، أو أجلت". وكان الزهار يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة غرب السعودية، عن أن"حماس"ليست جديدة على الساحة"ولم تكن في يوم من الأيام محوراً من محاور الصراع العربي - العربي أو غيره". وكرر القول:"حماس لم ولن تعبث بأمن العرب". وحظي الدكتور محمود الزهار بدعم المنظمة التي ناشد أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلي المسلمين شعوباً وحكومات، سرعة التبرع بالأموال لمصلحة حكومة"حماس". مطالباً المجتمع الدولي ب"احترام خيار الشعب الفلسطيني وعدم معاقبته على خياره الديموقراطي". وفيما دعا دول العالم إلى مراجعة مواقفها لما فيه مصلحة الفلسطينيين، والأمم المتحدة إلى التحاور مع حكومة"حماس"، حض إحسان أوغلي"الحكومة الجديدة على التعامل بواقعية مع المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه نحث المجتمع الدولي على فتح حوار مع الحكومة الفلسطينية الجديدة". وتعهد بعمل المنظمة على فك العزلة عن حكومة"حماس". بدوره، قال الزهار إن محادثاته في الجولة التي بدأت بالسعودية، وتتواصل اليوم في سورية ومنها إلى الإمارات والبحرين وقطر والكويت، ستكون على اعتبار أنه ممثل لحكومة"تنظر إلى مصلحة جميع الفلسطينيين"، مطالباً كل الفصائل بالانضمام إلى حكومة"ستعمل بحسب برنامجها الذي انتخبته الغالبية الفلسطينية". ونفى قطعياً فشل حكومته في أعمالها خلال ال17 يوماً الماضية. وأوضح الزهار أن مستقبل حكومته سيكون أفضل كثيراً في غضون الأشهر الستة المقبلة، متناولاً"إنجازات كبيرة"تحققت لحماس منذ تسلمها الحكم، مشيداً بقدرات الشعب و"انتصاره بتفوق على ظروف القهر التي يمارسها الاحتلال". وشدد على ان الخلافات الداخلية"أكبر من جميع مشكلات العرب، لكننا نجحنا في عدم تحويلها إلى صراع". وكان"همّ"تدبير حكومة"حماس"الأموال"الضرورية"طاغياً على حديث وزير الخارجية الفلسطيني، معلقاً أمله على التبرعات الحكومية والشعبية، مثمناً الدعمين السعودي والجزائري المتواصلين للحكومات الفلسطينية، بناء على قرارات الجامعة العربية. وتحدث عن أن المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل"صدرت بنوايا محترمة ومخلصة، تحدثنا مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى طويلاً عن رؤيتنا للمبادرة، واليوم أمس أيضاً تحدثنا بهذا مع المنظمة". ورأى أنه كي تنجح المبادرة تحتاج إلى عاملين، حددهما في أن"تحقق الحد الأدنى للشعب الفلسطيني"، والعامل الثاني"أن يقبل الطرف الآخر بها، والكل يقول إن الطرف الآخر إسرائيل لم يقبل بها عملياً، ولذلك سندرسها، ونضعها بين صناع القرار في الداخل والخارج، وكل من له رأي وخبرة". وفيما قال إن المبادرة تحمل"مواضيع لا يمكن ان ننكرها"، أشار إلى مسائل"يمكن أن نقف عندها، ونتحدث مع إخواننا عن جدواها".