واصل وفد قياديي"حماس"برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مشاوراته في العاصمة المصرية حول شكل الحكومة الفلسطينية برئاسة الحركة. وقالت مصادر الوفد ل"الحياة"إن القاهرة أبلغته باحترام خيار الشعب الفلسطيني ووعدته بالمساعدة في تخفيف الضغوط الدولية على الحركة، ونصحت القاهرة قادة"حماس"بأن الأفعال التي ستقوم بها الحكومة برئاستها ستكون الفيصل في قبول العالم. وأجرى وفد الحركة مشاورات مع الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري قال بعدها مشعل للصحافيين إنه يحمل تقديراً كبيراً لمصر قيادة وشعباً لدورها المستمر في نصرة الحقوق الفلسطينية الثابتة. واضاف ان زيارة الوفد للقاهرة تأتي في مستهل جولة عربية وإسلامية تهدف للتشاور مع المحيط العربي والاسلامي. وقال مشعل إن"حماس طلبت دعماً من مصر ومن الأمة العربية لمصلحة الشعب الفلسطيني خصوصاً في ظل الضغوط والتهديدات التي تتحدث عن قطع المساعدات عن هذا الشعب". ووصف مشاورات وفد"حماس"مع الباز بأنها جيدة. وقال رئيس المكتب السياسي ل"حماس"إن"مصر لم تشترط اي شيء على الحركة، وانما ابلغتنا بشكل واضح انها لا تضع شروطاً وانما تتحاور". من جانبه قال الدكتور أسامة الباز إن"اللقاء يعد استمرارا للتشاور المستمر بين مصر والاشقاء في فلسطين"، وأكد أن مصر تؤيد الاهداف القومية للشعب الفلسطيني في العيش الحر بحيث يكون متحرراً من الاحتلال والسيطرة لأنه شعب يهدف الى تحقيق السلام العادل الشامل وهو يسلك طريقاً مشروعاً لتحقيق اهداف مشروعة. وقال الباز:"الشعب الفلسطيني شعب يريد ان يتخلص من الاحتلال واهدافه مشروعة". واضاف انه"لا يصح مطلقا في هذا السياق ان تفرض على الشعب الفلسطيني من هذا الطرف او ذاك شروط معينة او أن يكون مطالباً بتقديم تنازلات من جانب واحد". وعلق مشعل قائلاً إن على المجتمع الدولي ان يضغط اولاً على اسرائيل كي تسلم وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني اولاً، وبعد ذلك يمكن بحث القضايا. وعقد وفد الحركة برئاسة مشعل بعدئذ في مقر الجامعة العربية جلسة محادثات مع الامين العام عمرو موسى. وأكد مشعل بعد المحادثات ان"حماس"موحدة في الداخل والخارج وقادرة على ادارة مصالح الشعب الفلسطيني والسعي لإنجازها، و"قريبا سيتم تشكيل الحكومة بالائتلاف الوطني القادر على ادارة المصلحة الفلسطينية وسنتمسك بالحق الفلسطيني". واضاف مشعل ان"اسرائيل تمارس القتل بهدف القتل لانها تستهدف الفلسطينيين شعبا وحكومة، كما ان حماس ستستمر في المقاومة ونحن سنتفاهم مع كل القوى الفلسطينية على كيفية انجاز حقوق الشعب وسنبدي المرونة اللازمة". وحول كيفية وجود مسؤول أمني من"حماس"على رأس الاجهزة الامنية وكيفية التعامل مع اسرائيل، قال:"نتمسك بصلاحيات الحكومة الجديدة ولا نقبل بتوحيد الصلاحيات الامنية وان تكون لنا صلاحيات سياسية وامنية وهذا لا يتعارض مع تشكيل حكومة ائتلاف وطني". وحول هدنة طويلة المدى مع اسرائيل قال مشعل:"نحن مارسنا الهدنة في عام 2003 و2005 وكان الموقف الاسرائيلي سلبيا ولم تنفذ اسرائيل شروط الهدنة وليس هناك مصلحة في ذلك سواء كانت هدنة طويلة او قصيرة. المشكلة ليست في حماس او الفلسطينيين ولكن المشكلة في اسرائيل، وحين تنسحب اسرائيل من اراضينا وتعترف بحقوقنا بالتأكيد ستكون هناك خطوة ايجابية من قبل حماس". وعن موقف"حماس"من المبادرة العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت قال مشعل:"نحن لم نكن معارضين للموقف العربي والعرب طرحوا مبادرات كثيرة، لكن اسرائيل عطلت كل شيء وعندما تتحرك اسرائيل خطوة ايجابية سيكون لكل حادث حديث". وسئل مشعل عن التشكيل الحكومي المتوقع فقال:"نحن لن ننفرد بالتشكيل الوزاري ولا بالقرار، سنتعاون مع فتح والفئات الاخرى وسنصل الى تفاهم، وليس هناك اختلاف حول المناصب ولكن نحاول الوصول الى توافق في الرأي". وعما اذا كانت"حماس"ستعترف باسرائيل قال مشعل:"على القاتل والمجرم أن يعترف بالضحية ونطالب اسرائيل أن تعترف بحماس لا أن نعترف نحن بها، ولكن المشكلة في موقف اسرائيل، وحينما تعترف بحقوقنا وتنسحب من اراضينا سيكون موقفنا ايجابياً". وعن كيفية تحول"حماس"من قوة مسلحة الى قوة سياسية، قال:"في ظل الاحتلال ستكون في السلطة والمقاومة وما دام هناك عدوان وبناء مستوطنات وجدار عازل واعتقال تسعة آلاف فمن حق شعبنا أن يدافع ضد الاحتلال وهذه مسؤولية حماس وقادتها". وصرح مشعل بأنه طمأن المصريين الى أن"حماس"ستعمل لاستيعاب الوضع الداخلي وستتعاون مع ابو مازن، و"مددنا ايدينا ل"فتح"وسنظل على تواصل لعمل نظام فلسطيني متعدد يقوم على الوحدة والديموقراطية واحترام الرأي الآخر ومصرون على الشراكة الفلسطينية". ومن جهته صرح القيادي في"حماس"محمود الزهار بأن مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان اكد التزام مصر بدورها التاريخي لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال الزهار في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط ان سليمان اكد لوفد"حماس" ان مصر لن تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني ولن تفرض شروطها، ولكن رأيها سيكون استشارياً. واضاف أن الوزير طلب من وفد"حماس"اجراء حوار لخلق توافق بين المنظمات الفلسطينية لمنع الاقتتال واعتماد الحوار وسيلة، وقال ان الوزير سليمان اكد ان مصر ستقف الى جانب السلطة الفلسطينية بغض النظر عمن يكون في السلطة كما ستعمل على خلق مناخ دولي واقليمي داعم للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. واضاف الزهار ان الوزير سليمان استمع من وفد الحركة عن برنامجه ورؤاه مشيرا الى أن الوزير اكد أن مصر ستبذل كل جهدها من اجل استمرار الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. وأوضح الزهار ان الوزير سليمان اكد ان اهم شيء هو الوحدة الفلسطينية الداخلية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حركة"فتح"والكتل البرلمانية التي نجحت في الانتخابات الاخيرة، لافتاً الى أن وفد حركة"حماس"سيجري حوارا مع"فتح"بعد عقد المجلس الثوري للحركة قريبا.