لمح القيادي البارز في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار الى احتمال نقل الصراع مع اسرائيل خارج فلسطين بعد اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح (52 عاماً) في إمارة دبي قبل 10 أيام. وقال الزهار في تصريحات أثناء زيارته مقر المستشفى الميداني الأردني في مدينة غزة أمس إن «رد حماس واضح قلناه وسنقوله مرات، نحن حافظنا على ساحة المواجهة بيننا وبين العدو الإسرائيلي في الأرض المحتلة، إذا أرادت إسرائيل، وقد أرادت الآن، أن تغير قواعد اللعبة وأن تفتح الساحة الدولية لصراعات، تصبح إسرائيل هي المسؤولة عن هذه الحالة». وأضاف أن اسرائيل «جربت واكتوت بنار المواجهة الخارجية في صراعها مع منظمة التحرير، وهي تعرف أن حماس لا تقل قدرة عن الوصول لأهدافها في أي مكان وأي وقت». واستدرك: «لكننا حتى هذه اللحظة نحافظ على أن ساحة المعركة وقواعد اللعبة تنحصر فقط داخل الأراضي المحتلة». وكان قادة «حماس» في دمشق اتهموا جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجي (موساد) بالوقوف وراء اغتيال المبحوح، فيما أعلنت شرطة دبي أنها «تمكنت من التعرف على المشتبه بتورطهم في ارتكاب الجريمة»، وأن جوازات السفر التي دخلوا بها الى الامارات «ليست مزورة». وقال الزهار: «نرسل رسالة واضحة إلى الدول العربية ذات العلاقة بالجانب الإسرائيلي أن تتعظ من هذه الجريمة التي ارتكبت، لقد ارتكبت قبل ذلك جريمة محاولة اغتيال (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل) في الأردن (عام 1996) تم على إثرها موقف حازم من (العاهل الاردني) جلالة الملك حسين وقتها، الذي بموجبه أطلق الشيخ (مؤسس الحركة) الشهيد أحمد ياسين». وأضاف: «اليوم تكررت التجربة في الإمارات، وأعتقد أن الإمارات وغير الإمارات يجب أن تتعظ من أن الجانب الإسرائيلي لا يحترم سيادة أي دولة عربية ولا سيادة أي دولة في العالم، وأن مصالحه مقدمة على كل مصالح الشعوب، ومن هنا يجب إعادة ترتيب وتقويم العلاقات بين العدو الإسرائيلي والدول على خلفية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني». وبلغة تهديد واضحة لاسرائيل، قال: «تعودنا ألا نطلق كلمات في الهواء، ونحن نستطيع أن نسبب الألم للجانب الإسرائيلي، وهذا امر تعرفه قوات الاحتلال سواء كان في هذه الساحة أو في غيرها، ولذلك فالأمر متروك للزمن ليجيب على هذا الموضوع بصورة ايجابية». وعن المصالحة الفلسطينية، قال الزهار إنه «في حال حصلنا على ضمانات من مصر ومن الجهة التي سترعى هذا الموضوع، وهي الجامعة العربية، بأن تؤخذ ملاحظات (الحركة) عند التطبيق، فنحن ذاهبون إلى التوقيع ومن دون تردد لأننا نريد أن نوقع كلاماً يتم تطبيقه على أرض الواقع حتى لا تتكرر تجارب سابقة مثل اتفاق مكة». كما أكد الزهار رغبة «حماس» في «علاقات جيدة» مع كل من الأردن ومصر والدول العربية والإسلامية كافة، مشدداً على «رفض أي مشاريع للوطن البديل للشعب الفلسطيني». وبدت الزيارة الأولى والمفاجئة للمستشفى الأردني في غزة محاولة لتلطيف الأجواء مع الاردن.