أكدت واشنطن عزمها على مناقشة اتخاذ"تدابير حازمة"ضد طهران، خلال اجتماع لمجموعة"الدول الست"في موسكو اليوم، في وقت نقل تقرير عن مفتشين دوليين ان طهران قد تكون اقرب الى تطوير قنبلة نووية مما تعتقد واشنطن. راجع ص 7 وسعت طهران إلى توجيه رسالة تعلن فيها ثقتها بأن دول الخليج لن تساند الولاياتالمتحدة، في حال توجيهها ضربة إلى إيران، وأكدت مضيها في تخصيب اليورانيوم، في حين برزت دعوات اميركية الى اجراء حوار مباشر مع طهران لحل الازمة. وأكد بيان أصدرته سفارة الولاياتالمتحدة في موسكو امس، أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز سيطرح في اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا في العاصمة الروسية اليوم،"ضرورة تبني المجلس تدابير حاسمة حيال ممارسات إيران في مجال التخصيب". وأعلن السفير الايراني في موسكو غلام رضا انصاري ان بلاده"مستعدة"للحرب اذا تعرضت لهجوم، لكنها لا تزال تأمل في حل الأزمة الناجمة عن برنامجها النووي، بالوسائل الديبلوماسية. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن المفتشين الدوليين يعتزمون هذا الأسبوع مواجهة طهران في شأن"بحوث تجريها حالياً"على أجهزة للطرد المركزي من طراز"بي-2"، ما أثار قلقهم من أن البرنامج النووي الإيراني اكثر تطوراً مما يعتقد، الأمر الذي كان لمح اليه الرئيس محمود احمدي نجاد. في الوقت ذاته نقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن مسؤولين أميركيين اتهامهم إيران بتكثيف جهودها للحصول على تقنيات أسلحة أميركية متطورة، مشيرين الى ان الحكومة الإيرانية وقعت عقوداً مع تجار في أنحاء الولاياتالمتحدة خلال السنتين الماضيتين، و"تسعى إلى شراء كل شيء بدءاً من قطع غيار لبرنامجها النووي وصواريخها القديمة، الى قطع غيار لطائرات أف- 14 التي تملكها". وفي الكويت، أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني أن بلاده"على يقين من أن دول الخليج لن تساعد الولاياتالمتحدة في شن هجوم عليها". وأضاف أن"الكلام عن هجوم أميركي على إيران عار عن الصحة، ونحن على يقين بأن الأميركيين لن يدخلوا في هذه الورطة". وفي مقابلة بثتها شبكة"إي بي سي"التلفزيونية الاميركية، حض السناتور ريتشارد لوغار واشنطن على إجراء مفاوضات مباشرة مع طهران لحل الأزمة، وقال:"أصبح الإيرانيون من الدول النافذة في مجال الطاقة. وواضح أن علاقاتهم مع الهند والصين وغيرهما من الدول، حساسة جداً. يجب أن نتحدث في هذه المسالة". ورأى ان أي محادثات مع إيران حول برنامجها النووي يمكن أن تجرى جنباً إلى جنب مع أي محادثات مستقبلية حول العراق. ووافقه الرأي السناتور الديموقراطي البارز إيفان بايه الذي قال في حديث الى"اي بي سي"إن محادثات مع إيران قد تقود إلى انفراج. لكنه لفت إلى"وجوب ألا تكون لدينا أي أوهام، فالإيرانيون مصممون، واتخذوا قراراً استراتيجياً بأنهم يريدون الحصول على أسلحة نووية. ولا اعتقد بأنهم سيستجيبون للكلام وحده". الى ذلك، نصح رئيس حزب"إسرائيل بيتنا"افيغدور ليبرمان الدولة العبرية بعمل أكثر وكلام أقل، في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، معتبراً أنه لا يمكنها الاعتماد على الولاياتالمتحدة وأوروبا. ونقلت صحيفة"جيروزاليم بوست"عن ليبرمان قوله إن أوروبا"ضعيفة وكسولة ومشوشة"، مشيراً إلى أن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على الآخرين عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي،"ولا بد أن تكون قادرة على القتال بمفردها من اجل حماية وجودها".