دهمت القوات الأفغانية قرى جنوبية أمس بحثاً عن عناصر من"طالبان"، بعد واحدة من أعنف المعارك التي وقعت اخيراً، تسبب بها هجوم عناصر من الحركة على ثلاثة مراكز للشرطة في جنوب شرقي البلاد ليل السبت - الأحد، في حين استؤنفت الدوريات الطبيعية في جنوب غرب البلاد، حيث أسفرت معركة عن مقتل 41 من مقاتلي"طالبان"الجمعة، كما أفادت السلطات الأفغانية. وقال حاكم قندهار أسد الله خالد إن البحث تركز في قرى منطقة زاري داشت على امتداد الطريق الرئيس إلى الغرب من مدينة قندهار. وأضاف أن"الملاحقة أو العملية ضد طالبان مستمرة." وشهدت أفغانستان تصاعداً في أعمال العنف ضد القوات الأفغانية والأجنبية منذ إعلان"طالبان"الشهر الماضي أنها بدأت هجوم الربيع. وتحدث خالد عن اعتقال بعض الأشخاص، ولكنه لم يعط تفاصيل. وذكر سكان أنهم رأوا جنوداً بقيادة الولاياتالمتحدة ينقلون قطعاً من المدفعية إلى حي زاري داشت. هجمات ليلية وهاجم عناصر من الحركة ثلاثة مراكز للشرطة تقع على الطريق الرئيسة التي تربط قندهار بكابول في ولاية زابل جنوب شرقي البلاد. ودام تبادل إطلاق النار نحو نصف ساعة، بحسب قائد شرطة الولاية محمد نابي الذي أكد أيضاً سقوط 14 متمرداً بين قتيل وجريح، لكنه لم يعط المزيد من الإيضاحات، وقال إن أحداً من رجال الشرطة لم يصب. وتبنى ناطق باسم"طالبان"الهجوم، لكن حصيلته تختلف في شكل كبير عن الحصيلة التي قدمتها الشرطة، إذ قال إن تسعة شرطيين قتلوا وجرح اثنان من"طالبان". وعاد الوضع إلى طبيعته في محيط قرية سنجيسار جنوب غربي أفغانستان، مع تسيير دوريات للشرطة، كما أكد الناطق باسم وزارة الداخلية يوسف ستانيزاي أمس. وشهدت القرية التي أقام فيها مطولاً زعيم حركة"طالبان"الملا محمد عمر، والمناطق المحيطة بها معركة شرسة الجمعة قتل فيها 41 من مقاتلي الحركة وستة من رجال الشرطة وجرح ثلاثة مدنيين بحسب الحصيلة الرسمية. لكن"طالبان"لم تقر بهذه الحصيلة، وأكد شاهد واحد على الأقل في المكان أن امرأة قتلت من جراء إطلاق النار. وعلى رغم تزايد القتال، يخطط الجيش الأميركي لخفض قواته البالغ عددها 19 ألف جندي في أفغانستان إلى 16500 هذه السنة. ومن المقرر نشر آلاف القوات التي يقودها حلف الأطلسي من بريطانيا وكندا وهولندا في جنوب البلاد الذي يشهد الجزء الأعظم من نشاط المسلحين. جثة مقطوعة الرأس على صعيد آخر، أعلن مسؤول باكستاني في مدينة ميران شاه أن سكاناً محليين عثروا على جثة مقطوعة الرأس لرجل وجدت معه رسالة تقول انه جاسوس أميركي، وتحذر الآخرين من مواجهة المصير ذاته. وعثر على الجثة في سوق إقليم شمال وزيرستان على الحدود الأفغانية حيث تقاتل القوات الباكستانية المتشددين المرتبطين بتنظيم"القاعدة". ونقل مسؤول طلب عدم نشر اسمه عن الرسالة، ان القتيل"كان جاسوساً أميركياً وستواجهون المصير ذاته إذا حذوتم حذوه". وقتل الجيش الباكستاني عضواً مصرياً في تنظيم"القاعدة"خلال ضربة جوية في إقليم وزيرستان الشمالي وكان مطلوب إلقاء القبض عليه لضلوعه في تفجيرات سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وعرف ناطق باسم الحكومة الرجل باسم عبد الرحمن، وهو أحد الأسماء المستعارة التي كان يستخدمها محسن موسى متولي عطوة الذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه.