ما إن شهدت المملكة طقساً لطيفاً أعاد إلى البال شيئاً من مناخ الصيف، حتى انطلقت نشاطات فنية على هامش المشهد الفني في الأردن الذي ينتظر وقتاً حتى يقلع. وشهدت مناطق أردنية نشاطات طالبية كثيرة نظمت أكثر من حفلة فنية، كان من نجومها فنانون شباب، أبرزهم النجم التونسي أحمد الشريف واللبناني رامي عياش. أحمد الشريف الذي يحظى بشعبية كبيرة في صفوف الشباب الأردني، أحيا حفلة ساهرة في منطقة شارع المطار، جنوب عمّان يوم الجمعة. حفلة كانت رومانسية وصاخبة في آن واحداً، غنى خلالها أغنيات ألبومه الناجح"بين الناس"، فضلاً عن أعمال طربية وإيقاعية جميلة. وزاد في الحفلة الناجحة عدد الفتيات على الشبان وجلّهم في الحالتين من طلاب الجامعات الأهلية. ولم تفوت المعجبات فرصة التقائهن بفنانهن المفضل، ف"هجمن"عليه، معربين له ولمن حضر عن حبهن له وسعادتهن بلقائه شخصياً، على خشبة مسرح"ديونز كلوب"الأنيق الذي يستضيف عادة نشاطات"فاخرة". وكان الشريف الذي حقق نجاحات كثيرة في عامه الفني الأول، أحيا حفلة خاصة مميزة يوم الخميس. أما رامي عياش، فأحيا حفلة"نهارية"في منطقة جبلية شمال المملكة، يوم الجمعة، بين مجموعة طلاب جامعات، استغلّوا إجازتهم الأسبوعية في نشاط مختلف عن ذلك الذي اعتادوا القيام به، من نزهة تقليدية وتناول الطعام مع مسجلات"دي جي". عياش قدم أغنيات ألبوم"يا مسهر عيني"وعدداً من أعماله المعروفة. هذه النشاطات التي بدأت باكراً هذا العام، تحاول إزالة أثر موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت مناطق المملكة وأحدثت سيولاً في مناطق مختلفة، منها عمّان، وإزالة أثر ارتفاع أسعار المحروقات الذي طبّق أخيراً، وما نجم عنه من ارتفاع في أسعار كثير من المواد التموينية والخدمات. وإن كانت"حفلات الشباب"قد نجحت، وحفلتا الشريف وعيّاش مثالان حيّان على ذلك، فإن هذا يعني أنها نشاطات قادرة على البقاء... وربما منافسة النشاطات الفنية"الرسمية"التي تتكاثر في عمّان، ومختلف المناطق الأردنية، كل صيف. فما يميز هذه الحفلات هو انخفاض أسعار بطاقاتها مقارنة بحفلات فنية أخرى تندرج ضمن مهرجانات فنية معروفة محلياً وعربياً، مثل"جرش"أو"القرية العالمية"أو"الفحيص"، كما تظل أسعارها أقل من حفلات أخرى لا تحتاج إلى فنان يحييها، وإنما إلى"دي جي"يسهّر الحفلة حتى الصباح. النشاط الشبابي الجديد، الذي بدأ يدخل العالم الفني ولو من باب ضيق، محاولة، وإن كانت غير مباشرة، لكسر جمود ورتابة ليالي الأردن"غير الساهرة". وهي ايضاً محاولة جادة لظهور وجه فني جديد للمملكة، يكسر تصلّب صورة مهرجانات الصيف التي تتكدس في أسابيع دون الأخرى، فيما بقية الأيام تظل باهتة وهادئة، باعثة على النعاس في شكل متواصل.