قال مراقبون ان النداء الذي وجهته نجامينا الجمعة الى"اصدقاء تشاد"التي قالت انها في"حال حرب"مع السودان، تعكس رغبة الرئيس التشادي ادريس ديبي في"تدويل"توترات داخلية تضعف سلطته وذلك في سبيل الحصول على دعم. وقال ديبلوماسي سابق ان"الأخطر على النظام يظل الدائرة المحيطة بديبي". وقال الناطق باسم الحكومة هورمادجي موسى دومغور في لقاء مع صحافيين في نجامينا ان"تشاد اليوم في حال حرب مع السودان وعلى اصدقاء تشاد دعمها بكل الوسائل في هذه المحنة". وأوضح باحث فرنسي ان"هناك على ما يبدو تورطاً سودانياً كبيراً"في الهجوم الذي وقع في 18 كانون الأول ديسمبر الجاري على بلدة ادري التشادية المحاذية للحدود مع السودان ونفذه متمردون تشاديون تابعون ل"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"الذي ظهر حديثاً. وأضاف:"غير ان من مصلحة ديبي ان يظهر التوتر داخل الزغاوة اثنية الرئيس التي تتحكم بأهم مواقع السلطة وكأنها عملية سودانية لزعزعة استقرار نظامه". و"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"نشأ داخل الجيش الوطني للمقاومة وهو حركة تمرد كانت نشطة في التسعينات في شرق التشاد ولديها قواعد في دارفور في السودان. وقد كانت في وقت ما اداة في يد حكومة الخرطوم. ويواجه الرئيس ديبي حاليا معارضين من قبائل الزغاوة يريدون الاطاحة به في سبيل الحفاظ على هيمنة هذه القبائل على السلطة، ومعارضين من خارج قبائل الزغاوة يسعون الى الافادة من تصدع النظام لفرض التناوب على السلطة، اضافة الى توتر في العلاقات مع الخرطوم. وأضاف الباحث الفرنسي"اذا نجح ديبي ببساطة في"تدويل"مشاكله"فإنه سيتمكن من تحريك وساطات خارجية وهي"استراتيجية بقاء تتيح كسب الوقت". واكد ديبلوماسي سابق ان"ديبي ومن خلال توريط السودان، يمكنه ان يكسب حلفاء محتملين"لقضيته، مشيراً الى ان"زعزعة استقرار تشاد تصب في مصلحة بعض الفصائل السودانية أكثر منه حكومة السودان". وسعت الحكومة التشادية الجمعة الى اثارة الشعور الوطني من خلال الدعوة الى"جبهة وطنية"تشادية"في مواجهة خطر الاعتداء الخارجي"، في حين منح نجاح الجيش التشادي في مواجهة المتمردين في ادري نفساً جديداً للنظام التشادي. ولاحظ الباحث الفرنسي ان"القوات الشرعية تدبرت أمرها في شكل جيد. هناك خسائر كبيرة في صفوف المتمردين وتمكن التشاديون من دخول السودان من دون اي عقاب". وأضاف:"هذه مفاجأة. أجهزة المخابرات عملت في شكل سليم"، مشيراً الى ان حامية ادري تم تعزيزها قبل ايام قليلة من الهجوم. من جهته رأى الديبلوماسي السابق ان النجاح العسكري يظهر ان"ديبي لا يزال لا يخشى جيشه"بعد التغييرات الواسعة الأخيرة في هرم المؤسسة العسكرية. ولم يخش ديبي وهو عسكري اصلاً، مغادرة نجامينا لدعم قواته في ادري ميدانياً على رغم من كونه في وضع دقيق. واوضح الباحث ان"ديبي زعيم حرب وسبق ان احرز نجاحات عدة ولم يكن ذلك مصادفة. انه يملك شجاعة حقيقية وجاذبية وسيستخدمهما. الذهاب الى ادري مخاطرة بيد انها تسمح برفع معنويات الجنود"وجمعهم من حوله. واذا نجح ديبي في تكبيد قوات"التجمع من اجل الديموقراطية والحرية"هزيمة نكراء، فإنه يظل تحت تهديد العديد من الحركات التي ظهرت أخيراً بأسماء مختارة بعناية مثل"سكود"و"فيدل". وقد تجنبت حتى الآن اي مواجهة مباشرة مع نظام ديبي.