أكد الجيش السوداني امس انه لا صلة له بالمعارك المحتدمة في شرق تشاد في مناطق متاخمة للحدود السودانية التى أودت بحياة عشرات الأشخاص، بينهم قائد سلاح البر في الجيش التشادي أبكر يوسف ايتنو، وكرر تمسكه باتفاق طرابلس الذي ينص على عدم السماح لحركات تمرد بالتحرك والعمل وتنفيذ نشاطات معادية انطلاقاً من أراضي البلد الآخر. وكانت وزارة الخارجية التشادية اعلنت، في بيان، ان المعارك بدأت بعد هجوم قام به عناصر ميليشيا"الجنجاويد"الذين يحاربون إلى جانب الجيش السوداني في دارفور، على بلدة موديينا،"بدعم من المرتزقة". وقال البيان:"صد الجيش الوطني التشادي بشجاعة هذا الهجوم الجديد الذي يشكل خرقا فاضحا من الحكم في الخرطوم لاتفاقات طرابلس الموقعة في الثامن من شباط"فبراير الماضي. لكن مكتب الناطق باسم الجيش السوداني قال ل"الحياة"في الخرطوم إن الجيش لا صلة له بما يجري في شرق تشاد. ونفى في شدة أن يكون الجيش يدعم"الجنجاويد"أو يتعامل مع هذه الميليشيات، مؤكدا انه ملتزم اتفاق طرابلس ولا يدعم اي نشاط مناهض للحكومة التشادية، ولا تربطه أي علاقة بالمتمردين التشاديين. وتمتد الحدود السودانية - التشادية نحو 1300 كيلومتر، كما ان حوالي 26 قبيلة تعيش في البلدين. ويتحدر الرئيس التشادي إدريس ديبي، ومعظم قادة حكمه، من قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها قادة حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور. وتعتقد الخرطوم بأن معظم الدعم العسكري واللوجستي للمتمردين يصلهم عبر تشاد. وبدأت منذ كانون الأول ديسمبر الماضي معارك بين متمردي"التجمع من اجل الديموقراطية والحرية"التشادي، بقيادة الضابط المنشق محمد نور الذي ينتمي الى قبيلة التاما العربية والتي لها امتداد في دارفور، والجيش التشادي في شرق البلاد. واتهمت انجامينا الخرطوم بدعم هؤلاء المتمردين لإطاحة حكم الرئيس ديبي الذي وصل إلى السلطة في 1990 منطلقاً من دارفور بدعم من الحكومة السودانية. وكانت انجامينا اعلنت إحباط محاولة انقلابية في منتصف آذار مارس الماضي، ولاحقت قيادات المحاولة إلى داخل الحدود السودانية. واستطاع الرئيس ديبي الذي انتقل إلى قاعدة عسكرية في الشرق أخيراً وقف زحف المتمردين الذين واصلوا قبل يومين عملياتهم من اجل السيطرة على مدينتين تعتبران مفتاحا للوصول إلى انجامينا. وأفيد ان اكثر من الف جندي تشادي يتواجهون مع المتمردين في معارك ضارية في أقصى شرقي تشاد بدأت الخميس. وتحدثت معلومات عن سقوط عدد كبير من القتلى من الطرفين. وأفادت مصادر عسكرية تشادية امس ان قائد سلاح البر الجنرال ايتنو، وهو ابن أخت الرئيس ديبي، كان يقود العمليات العسكرية ضد المتمردين في شرق البلاد عندما أصيب بجروح خطرة بعد ظهر الخميس على مقربة من بلدة موديينا الواقعة على بعد نحو مئة كلم جنوب مدينة ادري الحدودية، وتوفي لاحقا متأثراً بجروحه.