واصل الطلبة الفرنسيون أمس، التظاهر وقطع الطرق الرئيسة وتعطيل حركة القطارات، على رغم سحب السلطات عقد الوظيفة الأولى للشباب الذي شكل محط استيائهم على مدى الأسابيع الماضية. وكانت الاتحادات الطالبية وفي مقدمها الاتحاد العام لطلبة فرنسا، دعت الى مواصلة الضغط على الحكومة الى حين التصويت في البرلمان على قانون جديد سيحل محل مشروع عقد الوظيفة الأولى. وتتجاذب هذه الاتحادات مواقف متفاوتة، فبعضها يرى أن الإبقاء على التعبئة ضروري لإظهار اليقظة الطالبية، في حين ان البعض الآخر يعتبر ان لا بد من مواصلة الاحتجاجات، وصولاً الى الغاء مجمل القانون حول تكافؤ الفرص الذي شكل عقد الوظيفة الأولى أحد فصوله. لكن نسبة المشاركة في الاحتجاجات المختلفة، لا تقارن بما شهدته فرنسا في الأسابيع الماضية، اذ قدر عدد المشاركين في تظاهرة باريس ببضع مئات من الأشخاص مقارنة بپ700 ألف يوم الثلثاء الماضي. وكذلك في المدن الأخرى ومنها مرسيليا حيث اقتصر عدد المتظاهرين على 600، وسانت - ايتيان حيث بلغ عدد المشاركين نحو ألف متظاهر. وأفادت وزارة التربية الوطنية ان الدراسة متوقفة كلياً في 19 جامعة من أصل 62، ليست في عطلة لمناسبة الفصح، وان 33 جامعة أخرى تشهد اضطرابات. وفيما يؤثر المردود السلبي لأزمة العقد الوظيفي، في شعبية رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان وأيضاً الرئيس جاك شيراك، عاد وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي يترأس حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"الحاكم مجدداً الى الواجهة، مقدماً نفسه على انه رجل تسويات ومعرباً عن تضامنه مع الحكومة من دون أن يلغي ذلك"اختلافه". وأكد ساركوزي في مقابلتين مع كل من صحيفة"لوفيغارو"واذاعة"أوروبا واحد"ان الحل الوحيد الذي كان متاحاً للخروج من أزمة العقد الوظيفي هو سحبه. وان"الشجاعة لا تقتصر على مجرد الصمود من دون أي اصغاء"وذلك في نقد غير مباشر لموقف دوفيلبان خلال الأزمة. وحيا"العمل الجيد"الذي قام به دوفيلبان، الذي انحسرت قدرته على منافسة ساركوزي على الترشح للرئاسة، وأكد أنه على تجانس تام مع الرئيس الفرنسي، مضيفاً أن هذا لا يلغي عزمه على اعطاء رأيه وكتم قناعاته.