يتوجه اليوم نحو ستة ملايين ناخب إيطالي إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الدورة الثانية البالوتاج لانتخابات 77 بلدية، وعلى رأسها العاصمة روما، ونابولي، وتورينو. وتدور المنافسة بين المرشحين الذين حلوا في المرتبتين الأولى والثانية في دورة الانتخابات البلدية الأولى التي تزامنت مع الانتخابات التشريعية في 13 ايار مايو الجاري، وحقق فيها اليمين انتصاراً ساحقاً. وتكتسب المعركة الانتخابية في المدن الثلاث، أهمية كبيرة بسبب طابع التحدي بين مرشحي القوى اليسارية والديموقراطية، والقوى اليمينية، وتحولت امتحاناً جدياً، تبلور في محورين يساري ويميني بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. ومن المتوقع أن تشهد روما معركة شرسة بين فالتر فالتروني سكرتير حزب الديموقراطيين لليسار الشيوعي سابقاً الذي حصل على 3،48 في المئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، ومرشح القوى اليمينية والفاشية الجديدة انطونيو تاياني الذي حصل على 1،45 في المئة. وتفيد آخر استطلاعات الرأي أن فالتروني مرشح يسار الوسط سيفوز بمقعد عمدة العاصمة روما اليوم بفارق بسيط، بسبب دعم مؤكد من حزب اعادة التأسيس الشيوعي، وتجمع ايطاليا الذي يقوده القاضي السابق انطونيو دي بيترو. اما في عاصمة الجنوب نابولي فانحصر التنافس بين مرشحة تحالف الزيتون وزيرة الداخلية السابقة في حكومة رومانو برودي، روزا روسي يورفيلينو التي حصلت في الجولة الأولى على 8،48 في المئة من الاصوات، في مقابل مرشح تحالف اليمين انطونيو مارتوشيلو الذي حصل في الجولة الأولى على 7،45 في المئة. وفي عاصمة الصناعة الايطالية تورينو، تبدو المعركة أصعب وأكثر غموضاً في نتائجها، وبينت نتائج الدورة الانتخابية الأولى حال توازن قلق بين مرشح تجمع الزيتون سيرجيو كيامبرينو الذي حصل على 9،44 في المئة من الاصوات، في مقابل مرشح القوى اليمينية روبيرتو روسو الذي نال 4،44 في المئة. وعمدت قوى اليسار والوسط الى استنفار كل قواها لمحاصرة مرشحي اليمين في كل من روما ونابولي وتورينو، واقيمت مهرجانات شعبية كبيرة حضرها قادة أحزاب تحالف الزيتون، وعدد من المفكرين والسياسيين والكتّاب والفنانين الذين حذروا من فوز مرشحي اليمين باعتبار انه قد يشكل خطوة على طريق فرض هيمنته المطلقة على البلاد. وشدد رئيس الجمهورية كارلو ازيليو تشامبي في كلمة قبل أيام في مدينة سالمونا على الخيار الديموقراطي لإيطاليا وأهمية المقاومة ضد الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى وحدة ايطاليا السياسية. وحاول طمأنة الايطاليين والأوروبيين الى ان عملية التغيير التي تشهدها البلاد تسير في شكل ايجابي وستتجاوز مختلف الصعوبات. وفي المقابل، سعى زعماء اليمين وعلى رأسهم سيلفيو بيرلوسكوني الذي سيترأس الحكومة العتيدة خلال الأيام القريبة المقبلة، الى كسب اصوات المترددين من خلال التركيز على ضرورة استكمال الفوز في بلديات المدن الثلاث لتنفيذ البرامج التي اعلنها التحالف اليميني. وطالب بيرلوسكوني الشعب الايطالي بتقديم شكره إلى تحالف قوى اليمين الذي يمثله "بيت الحريات" و"قد خلصهم من الرعب الشيوعي".