بحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس، الخيارات المطروحة لاتخاذ إجراءات ضد إيران ومن بينها فرض عقوبات اقتصادية إذا استمرت طهران في تحدي المطالب بوقف نشاطاتها النووية الحساسة. تزامن ذلك مع إعلان محمد سعيدي نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقدوا منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان ويعتزمون زيارة منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز، عشية وصول المدير العام للوكالة محمد البرادعي إلى طهران لإجراء محادثات تتعلق بالأزمة النووية. وصرح مسؤول أوروبي بأن خافير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد وضع وثيقة تحدد الخيارات ليناقشها الوزراء في لوكسمبورغ. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه قبل بدء الاجتماع:"إنها وثيقة شاملة للمناقشة وتحدد مجموعة من الخيارات، غير أنها لا تتضمن أي توصيات". وأكدت ناطقة باسم سولانا وجود الوثيقة غير أنها امتنعت عن إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان مقرراً أن يتبنى الوزراء بياناً حول إيران يدعوها مجدداً إلى التعاون مع الوكالة الدولية، تعليق نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، فضلاً عن انتقاد سجل إيران في مجال حقوق الانسان. وقال ديبلوماسيون إن الاتحاد الاوروبي يحبذ التوصل إلى حل للأزمة من خلال التفاوض لذا لم يذكر الإجراءات المحتملة. ووزعت الوثيقة التي صاغها سولانا على الوزراء بناء على طلبهم عقب اجتماعهم العادي في آذار مارس الماضي. وأكد المسؤول أن هذه الوثيقة لا صلة لها بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولاياتالمتحدة تبحث القيام بعمل عسكري ضد إيران. وأضاف أن الفكرة من الوثيقة هي التكهن بما قد يحدث إذا لم تمتثل إيران لدعوة مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية لوقف التخصيب. خلافات في واشنطنولندن في واشنطن، أعرب منتقدو الرئيس الأميركي جورج بوش عن قلقهم بشأن التقارير الجديدة عن أن الرئيس يفكر في اللجوء إلى الخيارات العسكرية للقضاء على برنامج إيران النووي. وصرح الجنرال المتقاعد أنتوني زيني الذي تسلّم قيادة القوات الأميركية في الخليج بين عامي 1997 و2000، بأن لا علم لديه بمثل هذه الخطط، إلا أنه أشار إلى أن أي ضربة استباقية ضد برنامج إيران النووي ستكون محفوفة بالمخاطر، لأن إيران قادرة على الرد الانتقامي بوسائل عدة، تبدأ بشن هجوم على إسرائيل وتنتهي بوقف تسليم شحنات النفط والغاز. وقال زيني لشبكة"سي أن أن"التلفزيونية، إن"أي خطة عسكرية تتعلق بإيران ستكون بالغة الصعوبة. ويجب ألا نخدع أنفسنا ونظن أننا سنوجه ضربة على المنشآت النووية الايرانية وينتهي كل شيء". وأضاف أن"الإيرانيين سيقومون بعمليات انتقامية وتتوافر لهم إمكانات متعددة في مواطن الضعف كمواقع قواتنا، ويمكن أن يوقفوا عمليات تزويد النفط والغاز في الشرق الأوسط". وزاد:"يستطيعون أيضاً أن يشنوا هجمات على اسرائيل وينفذوا هجمات إرهابية". إلا أن زيني حرص على التأكيد:"لا أقول إن عملية عسكرية لن تكون ضرورية إلى حد ما". وأضاف أن"إيران تملك سلاحاً نووياً ستكون بالغة الخطورة، وآمل في ألا نصل إلى هذه المرحلة". في لندن، تحدثت الدوائر الديبلوماسية عن أزمة بين رئيس الوزراء توني بلير ووزير خارجيته جاك سترو إزاء إيران. وبرزت الخلافات بعدما نفى سترو بشدة إمكان شن عمل عسكري نووي أو غيره ضد طهران ووصف ذلك بأنه"ضرب من الجنون". ونقلت صحيفة"فايننشيال تايمز"عن مسؤولين بريطانيين أن هناك"خلافاً كبيراً"بين سترو وبلير الذي يبدي ضيقاً إزاء معارضة الوزير الشديدة للعمل العسكري ضد طهران، بينما يريد رئيس الوزراء أن يترك الباب مفتوحاً لإمكان إقدام واشنطن إزاء تلك الخطوة. وكتب الصحافي الأميركي البارز سيمون هيرش أن حكومة بلير تشعر"بقلق عميق"، إزاء الخطوات التي قد يتخذها الرئيس الأميركي ضد طهران، بعدما زعم أن واشنطن تبحث في توجيه ضربة نووية إلى إيران.