أكدت ايران امس، رغبتها في ان تتحول الى محور رئيسي دولي لانتاج الوقود النووي في العالم في الاعوام ال15 المقبلة، رافضة بذلك عرض الترويكا الاوروبية المانيا وبريطانيا وفرنسا، في محادثات جنيف الاسبوع الماضي، أن تتخلّى عن مفاعلها النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة في مقابل تزويدها آخر يعمل بالمياه الخفيفة ولا يمكن استخدامه لتطوير اسلحة نووية. راجع ص 8 وقال نائب رئيس مجلس الشورى محمد سعيدي امس"ان المجلس سيعرض ويتبنى اقتراح قانون يلزم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بانتاج جزء من الوقود الضروري للمحطات في البلاد". وأضاف"ان خطة بلادنا تكمن في ان تؤدي المباحثات مع الاوروبيين الى الغاء تعليق"انشطة التخصيب، وان ايران"لن تقبل ابدا بالتخلي عن تخصيب"اليورانيوم. في غضون ذلك اعتبر يفغيني بريماكوف، الذي كان احد ابرز صانعي السياسة الخارجية الروسية في الشرق الاوسط، ان واشنطن لن تشن عملية واسعة النطاق ضد ايران، لكنه لم يستبعد توجيه ضربات محددة ضد بعض المنشآت الايرانية. وفيما صعّدت طهران لهجتها في تحذير اميركا"من اللعب بالنار مع ايران"، وفقاً للناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي الذي شدد أيضاً على ضرورة عدم انقلاب التعاون الاوروبي ضد مصالح بلاده في المستقبل، عكس التوتر الناشئ مع الاوروبيين تحذير وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر من احتمال احالة الملف الايراني الى مجلس الامن، تجاوباً مع طلب الولاياتالمتحدة، في حال استأنفت طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وسبقت ذلك مطالبة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ايران بالاعتراف باسرائيل، الامر الذي رفضته طهران كلياً، مستندة الى"حقها الديبلوماسي الشرعي"في عدم التفاوض والمساومة مع الدولة العبرية التي اعتبرتها"رمزاً للإرهاب في العالم". وقررت ايران مواجهة المواقف التصعيدية المستجدة عبر تحركات ديبلوماسية تشمل في القريب العاجل شريكتها النووية روسيا، والجزائر العضو الفاعل في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهنغاريا والمانيا ولوكسمبورغ التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. في المقابل، كشفت وسائل اعلام اميركية وجود عمليات تجسس تنفذها القوات الاميركية العاملة في العراق، داخل الاراضي الايرانية عبر طائرات استطلاع من دون طيار،"ما يندرج ضمن استعداد شن ضربة جوية محتملة". وأكدت مصادر عسكرية إيرانية علمها بهذا التجسس، ورصدها تحركات اميركية"مريبة"على حدودها الغربية"في اطار خطط حربية مستحدثة".