حذر تقرير وضعته السفارة الاميركية في بغداد من تصاعد نفوذ الاحزاب الشيعية العراقية"المدعومة من ايران"ومن انعكاسات الصراع بين العرب والاكراد في محافظات الشمال والنزاع على النفوذ في الموصل وكركوك، مشيراً الى حركة النزوح الكثيفة التي تشهدها المناطق العراقية المختلطة التي يهجرها السنة أو الشيعة الى مناطق أكثر تجانسا مذهبيا. وقالت صحيفة"نيويورك تايمز"التي نشرت التقرير انه انجز في 31 كانون الثاني يناير الماضي، أي قبل ثلاثة اسابيع على تفجير المرقدين الشيعيين في سامراء. ويهدف التقرير الى تقديم صورة عن الوضع في العراق الى اعضاء الكونغرس والمعنيين بإعداد الميزانيات الخاصة باعمال اعادة الاعمار وصانعي القرار السياسي في واشنطن. ونقلت الصحيفة عن السفير دانيال سبيكهارد، احد المسؤولين عن اعمال اعادة الاعمار في بغداد، ان التقرير يقدم صورة للظروف التي تواجه فرق اعادة الاعمار خلال عملها في مناطق العراق المختلفة. وليس معروفا عدد المسؤولين الاميركيين الذين اطلعوا على هذا التقرير، مع انه ليس تقريراً سريا، لكنه لم يوزع على نطاق واسع في وزارة الدفاع او على اعضاء مجلس الامن القومي. ولا تقدم النتائج التي توصل اليها صورة زاهية عن الوضع في العراق، وهو بذلك يخالف تصريحات كبار المسؤولين في الادارة، وخصوصاً الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني، التي يحرصون على التأكيد فيها ان استراتيجتهم في العراق"ناجحة"رغم تصاعد اعمال العنف. ويصنف التقرير الوضع الامني في المحافظاتالعراقية الثماني عشرة بين"خطير"و"حرج"و"مستقر". ويعتبر وضع محافظة البصرة"خطيرا"على رغم انتشار القوات البريطانية فيها. ويقول انه لم يتم تشكيل حكومة فيها و"لا تستطيع توفير الخدمات لسكانها". كما أن النمو الاقتصادي فيها مجمد، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة واعمال العنف والاغتيالات. وفي الاشهر الاخيرة اخذت اعمال العنف تصيب الجنود البريطانيين. واتهمت الحكومة البريطانية مقاتلين شيعة بالمسؤولية عن هذه الاعمال وب"اختراق اجهزة الشرطة المحلية"في المحافظة. ويصف التقرير النظام في البصرة بأنه تحول الى"نظام شبه ديني"، حيث اصبح رجال الدين الشيعة المرجعية بالنسبة الى المسؤولين واجهزة الامن، وأخذوا يفرضون الحظر على تجارة وتعاطي المشروبات الكحولية ويجبرون النساء على تغطية رؤوسهن. كما ترتفع على سيارات الشرطة وعند الحواجز صور كل من الزعيمين الشيعيين مقتدى الصدر وعبدالعزيز الحكيم. ويسيطر حزب الحكيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية على ثماني من اصل تسع محافظات في الجنوب. ويصف التقرير الوضع في محافظة الانبار في غرب العراق ب"الحرج". وتعتبر هذه المحافظة معقلاً لعمليات المقاومة. كما يصف الوضع في ست محافظات اخرى ب"الخطير"وهي محافظاتالبصرةوبغداد وديالى. واعتبر التقرير وضع المحافظات الكردية الثلاث في الشمال بأنه"مستقر". ويقول ان محافظتي النجف وكربلاء الشيعيتين تعرفان وضعا"مستقرا"، لكنه يشير الى"تزايد النفوذ السياسي الايراني"فيهما. ويقول ان محافظي النجف، الحالي والسابق، يتبعان"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"الذي يتزعمه الحكيم. ويشير ايضا الى النزاعات المتصاعدة بين اتباع الحكيم و"جيش المهدي"التابع لمقتدى الصدر. ويتحدث التقرير ايضا عن"نفوذ ايراني قوي"داخل مجلس محافظة بابل، حيث ترتفع معدلات البطالة ونسبة الجريمة. ويقول ان القادة العسكريين الاميركيين حاولوا طوال السنوات الماضية تهدئة الوضع في شمال المحافظة التي شهدت نشاطا لاعمال المقاومة لكنهم لم يحققوا نجاحا كبيرا. اما في جنوب بابل فالخطر الآن هو من الميليشيات الشيعية التي يقول التقرير انها تتقدم الى هناك من مواقعها في النجف وكربلاء، وبدأت صراعات النفوذ بينها تزداد. ويقول قيس حمزة المأموني قائد شرطة بابل التي تضم 8 آلاف عنصر ان رجاله غير مؤهلين للتدخل بين الميليشيات المتنازعة.