رفضت موسكو أمس الطلب الأميركي وقف تعاونها النووي مع إيران، خصوصاً في بناء محطة بوشهر النووية، في حين قللت طهران من أهمية التهديد الأميركي الذي لم يستبعد خياراً عسكرياً"للدفاع عن النفس"، في حال فشلت الديبلوماسية مع إيران. وجاء تعبير"الدفاع عن النفس"للمرة الاولى على لسان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ما يعني ان واشنطن قد تبرر أي ضربة بمعزل عن قرار يتبناه مجلس الأمن. وفيما دعا الرئيس جورج بوش خلال استقباله الرئيس الصيني هو جينتاو في البيت الأبيض، إلى تعاون وثيق بين الولاياتالمتحدة والصين لمعالجة الأزمتين النووية في إيران والإنسانية في دارفور، طالب هو بحل"ديبلوماسي سلمي"لمسألتي إيرانوكوريا الشمالية، متعهداً أن تقدم بلاده مساعدة في هذا الشأن. وقال بوش انه بحث مع هو في استخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يتيح استخدام القوة ضد ايران اذا فشلت العقوبات، لكنه لم يوضح هل توصل إلى إقناع الرئيس الصيني الذي تعارض بلاده العقوبات. ولم تستبعد رايس تدخلاً عسكرياً أميركياً ضد إيران تحت شعار حق واشنطن في"الدفاع عن النفس"، لكنها أوضحت أنها ما زالت تأمل بالتوصل إلى حل ديبلوماسي، وردت طهران معتبرة الموقف الأميركي"مجرد تهديد أجوف". وقالت رايس أمام مجلس العلاقات الخارجية في شيكاغو في وقت متقدم ليل الاربعاء - الخميس، انه"إذا تعذر التوصل إلى تسوية لأزمة ايران في إطار الأممالمتحدة، فإن الولاياتالمتحدة قادرة تماما على التدخل عسكرياً اذا لزم الأمر وحدها أو مع تحالف دولي من الراغبين"، ما يذكر بالحملة التي سبقت الحرب على العراق. لكنها استدركت:"اعتقد بأننا نستطيع التوصل إلى نتائج من خلال الديبلوماسية ولدينا خيارات نستطيع تفعيلها قبل أن نستنتج أن الديبلوماسية أخفقت". وحرصت على القول إن إيران ليست العراق و"طرق التعاطي مع الموضوع الإيراني قوية"، معتبرة حال إيران"شديدة الاختلاف"عن كوريا الشمالية، لأن الإيرانيين"ما زالوا جزءاً من المجموعة الدولية". في المقابل، أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أن"الولاياتالمتحدة تهدد إيران منذ 27 سنة وهذا ليس جديداً علينا. لذلك لا نخشى التهديدات الأميركية"، في حين أكد رئيس الاركان اللواء عبدالرحيم موسوي أن بلاده"لا تريد الحرب، لكنها ستسحق المعتدين". ورفضت روسيا طلب الولاياتالمتحدة وقف مهندسيها العمل في مفاعل بوشهر النووي لتوليد الطاقة، فيما أجرى وفد إيراني يرأسه الرجل الثاني في المجلس الأعلى للأمن القومي جواد واعظي ونائب وزير الخارجية عباس ارغشي، محادثات في موسكو أمس، بعد أقل من 24 ساعة على لقائهما هناك ديبلوماسيين في الترويكا الأوروبية المانيا وبريطانيا وفرنسا. وصرح المسؤول في القطاع النووي الروسي سيرغي كيريينكو بأن مفاعل بوشهر"لا يهدد نظام منع الانتشار النووي". وكان يرد على مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز الذي دعا روسيا وكل الدول إلى وقف كل تعاون نووي مع إيران، قبيل توجه وفد من كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة نائب مديرها العام أويلي هانيون إلى طهران. وعلمت"الحياة"من مصادر في الوكالة أن الوفد سيزور منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم، والاطلاع على عمليات التخصيب المستمرة فيها منذ إعلان طهران أخيراً نجاحها العملية. وبحسب المصادر ذاتها، فإن إحدى مهمات الوفد العودة بمعلومات جديدة من شأنها استكمال التقرير الذي يعكف المدير العام محمد البرادعي على صوغه لرفعه إلى مجلس الأمن في 28 الجاري.