عقدت خلف أبواب مغلقة في مقر الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية في طهران أمس، محادثات إيرانية - روسية على مستوى الخبراء في شأن خطة التخصيب المشترك لليورانيوم، سبقتها جلسة خصصت للمفاعل النووي المشترك بين الجانبين في ميناء بوشهر المطل على الخليج جنوبإيران. وأكدت مصادر إيرانية مقربة من المباحثات أنه يتعين على الجانب الروسي توضيح ثلاثة جوانب مهمة بالنسبة إلى طهران قبل اتخاذ القرار النهائي على المستوى السياسي، في شأن اقتراح التخصيب في روسيا، وهي الجدول الزمني للخطة ومقر تنفيذها والشركاء المحتملين. وترددت أنباء حول موافقة إيران على جدول زمني للتخصيب في روسيا، بشرط أن تكون عملية التخصيب في إيران، لتغطية الاحتياجات الكهربائية للمفاعلات النووية المحلية معترفاً بها دولياً. ولكن أنباء أفادت بأن روسيا تعارض وضع أي حدود زمنية، ما دفع بعض البرلمانيين الإيرانيين إلى اتهامها بالاستفادة من الخلاف الدولي في شأن البرنامج النووي الإيراني من أجل تحقيق مصالحها الاقتصادية. وفي أعقاب المرحة الأولى من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي كيرينكو، أفاد رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آقازاده أن بلاده وروسيا تعتزمان بلورة جدول زمني ووضعه في شكله النهائي لبدء العمل في المفاعل النووي المشترك بينهما في ميناء بوشهر. وقال اقازاده:"المسألة الاهم التي بحثناها كانت مسألة بوشهر"، مقللاً ضمنياً من الأهمية التي خصصت للاقتراح الروسي خلال هذه المحادثات. ونقلت"ايتار تاس"عن كيرينكو قوله إن روسيا تريد استكمال بناء محطة للطاقة النووية في إيران في أسرع وقت ممكن. وتساعد روسيا في بناء المحطة. ونسبت الوكالة إلى اكبر مسؤول نووي في روسيا قوله:"لا نرى أي عقبات سياسية أمام استكمال محطة الطاقة النووية في بوشهر ونحن مهتمون بتدشينها في أسرع فترة ممكنة". وأوضح في ختام المفاوضات أن الخطة الروسية"تبقى بطبيعة الحال مطروحة على طاولة"المفاوضات بحسب ما ذكرت وكالة"ايتار تاس"للانباء. وأضاف:"لدينا عدد كاف من الخبراء للرد على كل القضايا المرتبطة بشركائنا الإيرانيين". إلا أن عضواً في الوفد الروسي رفض كشف هويته استبعد التوصل إلى اتفاق قبل نهاية زيارة كيرينكو، مضيفاً أن الإيرانيين لن يقبلوا بالخطة الروسية سوى في موعد قريب من تاريخ 6 آذار مارس المقبل. وبينما ترددت أنباء عن احتمال أن تكون الصين بين الشركاء المحتملين في مشروع تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا، تسلمت الحكومة الإيرانية رسالة شخصية من الرئيس الصيني هو جينتاو، بحسب ما أفادت قناة أي آر أي بي التلفزيونية الرسمية. وسلم نائب وزير الخارجية الصيني لو جواتشينغ الذي يزور طهران حالياً الرسالة إلى نظيره الإيراني مهدي سافاري الذي سينقلها بدوره إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ولم يكشف جواتشينغ عن فحوى الرسالة، ولكن من المتوقع أن لها علاقة بالخلاف النووي. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي حسين انتظامي أن تزامن زيارة الوفد الروسي مع زيارة مساعد وزير الخارجية الصينيطهران لا يعني إجراء مباحثات ثلاثية على رغم هذا التزامن. وعن اتهام واشنطنطهران بالسعي إلى تصنيع رؤوس حربية وتجارب على"الملح الاخضر"، أكد انتظامي أن"مصدر هذه الوثائق التي لا تتعدى الصفحتين موجود على الانترنت ومتوافرة للجميع"، مشيراً إلى ان امتلاكها"لا يعني من قبل أي طرف القدرة على التصنيع العسكري"، مضيفاً ان ايران قدمت هذه الوثائق للوكالة الدولية التي تحفظت عنها. وأكد انتظامي أن النشاط الإيراني في إطار تخصيب اليورانيوم"لا يزال محدوداً، ما يرشح إمكان التوصل إلى صيغة تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم". ومن المقرر أن يعقد آقازاده وكيرينكو مؤتمراً صحافياً مساء اليوم في مبنى مفاعل بوشهر للإعلان عن نتائج مباحثاتهما بالنسبة إلى هذا المفاعل وكذلك موعد تسليم الوقود النووي لإيران وإمكان مشاركة روسية في بناء مفاعلات نووية أخرى كانت إيران أعلنت سابقاً انها ستبلغ 20 مفاعل. وبينما صعّدت الولاياتالمتحدة لهجتها تجاه إيران، رأى وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار أن التهديدات الأميركية لبلاده هدفها"إثارة حرب نفسية ضد الإيرانيين وقيادتهم". واعتبر خلال افتتاحه المعرض الأول لقدرات وزاره الدفاع في الحوادث الطارئة، جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على دول المنطقة"تأتي في إطار الأهداف الخبيثة والاستعمارية لأميركا".