شهدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، مشاورات جانبية بين وفود الدول الأعضاء في مجلس حكام الوكالة، ترافقت مع إرجاء اجتماع المجلس مرتين أمس، في محاولات للتوصل إلى صيغة توفيقية حول مسودة مشروع القرار الأميركي- الأوروبي الرامي إلى إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن، الأمر الذي بات يحظى بتأييد من روسياوالصين. وأرجئ اجتماع أعضاء المجلس مرتين بعد ظهر أمس، سعياً إلى الخروج بإجماع بين الأعضاء ال35، وللحؤول دون اللجوء إلى التصويت كما حصل في الجلسة السابقة في أيلول سبتمبر الماضي. في غضون ذلك، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الصين ستصوت كما الاتحاد الأوروبي إلى جانب قرار لمجلس حكام الوكالة يحيل الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسنيك، أكد وزير الخارجية الصيني لي تشاو تشينغ عمل بلاده بالتنسيق الكامل مع الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وفسر مصدر تحول الموقف الصيني إزاء إيران بتعليق الأخيرة الأمل على رفع حظر بيع السلاح المفروض عليها، مرجحاً أن تكون زيارة وزير خارجيتها عاصمة الاتحاد الأوروبي تندرج في هذا الإطار. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوفد الإيراني إلى فيينا جواد واعظي أن اتخاذ مجلس حكام الوكالة قراراً بإحالة الملف النووي على مجلس الأمن"سيلغي"اقتراح التسوية الروسي وسيعني"نهاية الديبلوماسية". وزاد:"هذا منوط بقرار مجلس الحكام، ففي حال تم تبني القرار سيقضي ذلك على الاقتراح الروسي وفقاً لقانون صادر عن مجلس الشورى". وذكرت مصادر ديبلوماسية قبيل موعد الاجتماع أن طلب بعض دول عدم الانحياز حول جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية ربما يؤخر تبني قرار للوكالة بإحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن. تحذيرات إيرانية أمام ذلك، حذر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الوكالة الدولية من عواقب عدم إيجاد حل مناسب للأزمة، ملوحاً ب"طرق أخرى"ستلجأ إليها إيران للحصول على حقوقها في المجال النووي. وهاجم احمدي نجاد تصريحات مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي في شأن حق إيران بالتكنولوجيا النووية وعدم حاجتها إلى تخصيب اليورانيوم، مشككاً في النيات الروسية عبر الاقتراح الذي قدمته موسكو لنقل علميات التخصيب إلى الأراضي الروسية، ووصف موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ب"الوقح"، وقال:" إذا وافقت إيران على الاقتراح الروسي، من الذي يضمن في المستقبل أن نحصل على الوقود النووي، وقد يعمدون إلى بيعه لنا بأسعار باهظة؟". أما هاشمي رفسنجاني، فقال:"إذا فتح باب مجلس الأمن أمام الملف الإيراني، سيكون ذلك خطأ كبيراً، لأننا لا ننوي إزعاج أحد"، ناصحاً الأوروبيين بالتفكير بعواقب خطوة الإحالة و"الظلم التاريخي". وقال:"لا تعتقدوا أنكم ستصلون إلى النتيجة المطلوبة، فربما تنعكس الأمورعليكم سلباً لأن الله لن يتركنا وحدنا". في غضون ذلك، أكد قائد قوات الجو في الجيش الإيراني اللواء يم قوامي أن القوات الجوية في الجيش الإيراني"على استعداد للدفاع عن الكيان الإيراني ووحدة أراضيه". كذلك اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجوردي أن اجتماع العشاء السياسي الذي عقد للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في لندن بدعوة من وزير الخارجية البريطاني جاك سترو،"كان دسماً كثيراً، لاسيما لجهة ضغوط اللوبي الصهيوني والعروض الاقتصادية الأميركية لكل من روسياوالصين التي دفعتهما إلى اتباع التوجه الأميركي ضد إيران".