اكتتب آلاف السعوديين والمقيمين في شركات"سيدي كرير"و"أموك"و"الاتصالات المصرية"، وجميعها في القاهرة، من داخل الحدود، من دون أن يسافروا ويسجلوا حضورهم الشخصي في المصارف المصرية. وأتموا جميع عملياتهم عبر مصارف وشركات استثمار سعودية، تعاونت مع أخرى مصرية لتحقيق مصلحة الأطراف جميعها. وتشهد دول الخليج، خصوصاً الإمارات وقطر، طرح اكتتابات جاذبة للسعوديين، أشهرها"دانة غاز"، وبعدها مصرف"الريان الإسلامي"، وهي الاكتتابات التي تضع شروطاً تجبر المكتتبين على السفر لإصدار شيكات مصرفية ومباشرة الإجراءات حضورياً. والأسئلة في هذا المجال كثيرة، أهمها: لم لا تتعاون المصارف الخليجية مع نظيراتها السعودية في هذا المجال؟ ومن الذي يقاطع الآخر؟ ويجيب مصدر مصرفي سعودي رفيع المستوى، أن"المصارف الخليجية تقاطع المصارف السعودية، علماً أن أكثر من مصرف سعودي أجرى اتصالات كثيفة بالمصارف الخليجية المستلمة للاكتتابات، وبإدارات الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب، بغية الحصول على اتفاقات تعاون لتنفيذ اكتتاب السعوديين داخل المملكة، من دون جدوى أو إجابات عملية شافية". ويؤكد المصرفي السعودي أن"ما يجرى الآن لناحية إجبار السعوديين الراغبين في الاكتتاب على السفر، يحدث بناء على توجهات اقتصادية داخل هذه الدول، تحث على الاستفادة من هذه الاكتتابات في تنشيط قطاعات النقل والفنادق، وتعظيم أرباح وفوائد المصارف المحلية هناك، بعد أن تأكد للجميع ارتفاع مستويات السيولة، وازدياد وعي المستثمرين بحجم الأرباح المتحققة من الاكتتابات الأولية، وحرصهم على المشاركة فيها". انتقادات ويطرح المراقبون للاقتصادات الخليجية تساؤلات حول جدوى الوحدة الاقتصادية المنتظرة تحت مظلة مجلس التعاون، وحول إمكانات نجاح ربط البورصات الخليجية، وفرص نجاح إصدار قوانين موحدة لإدراج الشركات المساهمة، وأخيراً توحيد إجراءات الاكتتابات الأولية بين دول المجلس. ويعتقد المراقبون أنفسهم، أن ما يحدث على أرض الواقع، من ضعف التعاون، وتباعد الرؤى والأفكار، يختلف عما يطرح في أروقة وزارات المال والمصارف المركزية وهيئات الأسواق المالية، من مشاريع التعاون التي تسير في اتجاه عملة خليجية موحدة، مروراً بسوق مالية موحدة. وإلى أن يدرك أو يتدارك الخليجيون الثغرات العملية في مشاريع الوحدة الاقتصادية، ستبقى قوافل السعوديين تحاول الاستفادة من الفرص الاستثمارية الشحيحة، التي تجود بها الشركات الخليجية التي تسابق الزمن وتسابق الوتيرة البطيئة للاكتتابات الجديدة في السعودية.