توالت امس ردود الفعل الدولية المنددة بالعملية الانتحارية التي نفذتها"حركة الجهاد الاسلامي"في تل ابيب الاثنين، وحملت اسرائيل رسمياً الحكومة الفلسطينية المسؤولية عن"العمليات الارهابية"بما في ذلك الهجوم في تل ابيب، وقال رئيس الحكومة بالوكالة ايهود اولمرت ان اعتبار هذه الحكومة"عملية تل ابيب"دفاعاً عن النفس يعني بكل وضوح تحملها المسؤولية. وفيما طالبت فصائل فلسطينية الرئيس محمود عباس بالاعتذار الى الشعب الفلسطيني عن وصفه العملية التي قتل فيها تسعة اسرائيليين اضافة الى منفذها بأنها"حقيرة"، اعلنت"الجهاد الاسلامي"انها شكلت"كتيبة استشهاديين واستشهاديات"تضم 70 عنصراً. راجع ص4 و5 وفي الرياض، اكدت السلطات السعودية عزمها على دفع المساعدات المتوجبة عليها الى السلطة الفلسطينية بموجب مقررات الجامعة العربية، والبالغة 92.4 مليون دولار، كما اعلن مصدر من الوفد المرافق لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الذي يزور الرياض لوكالة"فرانس برس". واضاف المصدر ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اكد للزهار خلال اجتماعهما امس ان المملكة"ملتزمة قرار قمة الخرطوم وانها ستدفع ما عليها من حصص في المساعدات العربية، اي 92.4 مليون دولار عن الفترة الممتدة من منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي الى منتصف تشرين الاول اكتوبر المقبل". كما اشار المصدر الى ان المملكة"قدمت الشهر الماضي للسلطة الفلسطينية مساعدة استثنائية قيمتها عشرون مليون دولار لدفع رواتب الموظفين في السلطة، بناء على طلب خاص من الرئيس محمود عباس". وفي واشنطن، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش كل الاطراف الى ضبط النفس، مكرراً دعوته الى حل يقوم على اساس دولتين قائلا ان"هدفنا هو قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام". وترأس اولمرت أمس اجتماعاً خاصاً في حضور وزراء الدفاع والخارجية والأمن الداخلي ورؤساء الدوائر الأمنية المختلفة لبت التوصيات التي رفعها وزير الدفاع شاؤول موفاز بعد الجلسة التي ترأسها فور وقوع العملية. واعلن المجتمعون ان اسرائيل قررت سحب بطاقة الهوية الزرقاء من ثلاثة أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني من القدسالمحتلة والتي تمنحهم، بحسب القانون الاسرائيلي، حق الاقامة في المدينة. وخيرت اسرائيل الثلاثة بين الاستقالة من المجلس التشريعي مقابل بقائهم في القدس، او سحب حقهم في الاقامة في المدينة. وقرراجتماع أمس برئاسة اولمرت عدم قيام الجيش الاسرائيلي بعملية عسكرية واسعة، لكن اسرائيل ستواصل عمليات اغتيال قياديي"الجهاد الاسلامي"في قطاع غزة وقصف مواقع اطلاق قذائف الهاون و"القسام". كما تقرر بتر شمال الضفة الغربية عن سائر المناطق ومنع الفلسطينيين من التنقل بين أجزاء الضفة الغربية، خصوصاً من منطقتي جنين وطولكرم شمال باتجاه رام الله ونابلس. وافادت التقارير ايضاً ان المجتمعين، فضلوا بتوصية من وزيرة الخارجية، عدم القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق"من شأنها تقويض الجبهة الدولية الموحدة القائمة اليوم ضد حماس". وزادت انه يفضل القيام ب"عمليات موضعية"على عملية توغل واسعة للإبقاء على الدعم الدولي. وردت"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"الجهاد الاسلامي"على منتقدي عملية تل أبيب اول من امس بعنف، معلنة انها شكلت"كتيبة للاستشهاديين تضم 70 استشهادياً واستشهادية للرد على جرائم الاحتلال". وقال القائد الذي لم يكشف عن اسمه ان هؤلاء الاستشهاديين"ينتظرون لحظة الانفجار"، مشدداً على ان"مقاومة الاحتلال واجب شرعي ومقدس". وتوعد من وصفه مكتب"حركة الجهاد"في غزة بأنه"مهندس عملية تل ابيب""بمزيد من العمليات النوعية ضد الكيان الصهيوني". وانتقد القائد وصف الرئيس محمود عباس العملية الفدائية في تل أبيب ب"الحقيرة". وقال: انه كان"الاجدر بالرئيس عباس ان يصف عمليات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني بالحقيرة، ولا يصف مقاومتنا وردنا على جرائم الاحتلال"بهذا الوصف. كما نددت لجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الاقصى بوصف عباس العملية الفدائية ب"الحقيرة"، وطالبتاه بتقديم"اعتذار". واعلن الناطق الرسمي باسم ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية"ابو مجاهد"في مؤتمر صحافي عقده بمشاركة ممثلين عن كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة"فتح"وحدات الشهيد نبيل مسعود وكتائب الشهيد سامي الغول، وكتيبة المجاهدين رفض هذه المجموعات لتصريحات عباس. وقال"ابو مجاهد":"نعلن رفضنا هذه التصريحات الصادرة من أعلى سلطة، ونستنكرها لأنها جاءت بوصف خارج عن قيم وعادات شعبنا الفلسطيني". وطالب"ابو مجاهد"عباس بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عما بدر من اساءة.