نفذت حركة الجهاد الاسلامي تهديداتها بالانتقام لعدد من قيادييها الذين اغتالتهم قوات الاحتلال خلال الشهور الماضية ونفذت ظهر أمس عملية تفجيرية في نتانيا، موقعة خمسة قتلى على الأقل ونحو 50 جريحا بينهم اربعة في حال حرجة وأربعة آخرين في حال الخطر والبقية ما بين متوسطة وطفيفة. ووقع الهجوم عند الساعة 30:11 على مدخل سوق هشارون في نتانيا الذي تعرض خلال الانتفاضة لعمليات اخرى، حيث فجر فدائي فلسطيني نفسه ما ادى الى مقتل خمسة اسرائيليين واصابة 50 حسب احصاءات (نجمة داود الحمراء) الاسرائيلية، فيما الحق الانفجار اضرارا بالغة بواجهة السوق والمحال المجاورة. وقد تبنت (سرايا القدس) الجناح العسكري ل(حركة الجهاد الاسلامي) المسؤولية عن العملية، وقالت ان المنفذ هو الشهيد لطفي امين ابو سعدة (21 عاما) من قرية علار وهي اهم معاقل الجهاد الاسلامي شمال الضفة. وقالت ان العملية جاءت ردا على قيام قوات الاحتلال باغتيال العديد من كوادرها وقيادييها، ومنهم لؤي السعدي من قرية عتيل قرب طولكرم. واكدت انها تتمتع بحق الرد على الخروقات الاسرائيلية. وفي رد الفعل الاسرائيلي دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، الى جلسة مشاورات امنية ، مساء أمس، في تل ابيب، للتداول في الرد على العملية التي نفذها فدائي من حركة الجهاد الاسلامي. وحمل شارون المسؤولية للرئيس الفلسطيني محمود عباس متهما اياه بالانشغال بالانتخابات بدل الانشغال بمحاربة ما يسميه شارون «الارهاب». كما هدد وزير الخارجية سيلفان شالوم بالرد بقوة على العملية اما وزير الحرب شاؤول موفاز الذي اصدر تعليماته الليلة قبل الماضية لجيشه باستئناف عمليات الاغتيال بحق الكوادر الفلسطينية، فقد عقد ظهر أمس، جلسة مشاورات في مقر وزارته لاعداد خطة للرد على عملية نتانيا. وفي تفاصيل العملية ذكرت قيادة شرطة الاحتلال ان عددا من المارة الاسرائيليين اشتبهوا بالفدائي وهو يتقدم باتجاه مدخل سوق هشارون، وبدأوا يصرخون على الشرطة مطالبين اياهم بايقافه، وعندها اعترضه عدد من افراد الشرطة وأوقفوه على الجدار وأمروه باخراج يديه من جيبيه فقام على الفور بتفجير عبوة كان يحملها داخل حقيبة. وقال القائد العام للشرطة الاسرائيلية، موشيه كرادي، للصحافيين في مكان الهجوم ان بين المصابين عددا من رجال الأمن، الا انه رفض التوضيح. وقال كرادي ان يقظة افراد الشرطة والحارس منعت وقوع عملية اكبر، بمنعهم منفذ العملية من الوصول الى داخل السوق التجاري. وكانت حركة الجهاد الاسلامي نفذت عملية استشهادية في 27 اكتوبر الماضي في الخضيرة، موقعة ستة قتلى ونحو 30 جريحا. واعلنت شرطة الاحتلال حالة تأهب قصوى في منطقة السوق التجاري، وقامت بزج قوات كبيرة من الشرطة في المكان، وبدأت البحث عن مشبوهين بنقل منفذ العملية الى المكان. كما اوعز قيادة الشرطة الى قادة المناطق باعلان حالة التأهب. واحتشد في المكان مئات نشطاء اليمين الاسرائيلي المتطرف مرددين هتافات «الموت للعرب». وفي رد الفعل الفلسطيني، دان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، العملية واوعز الى الأجهزة الامنية الفلسطينية بملاحقة مدبري العملية والقبض عليهم معتبرا هذه العملية تضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية.وبعملية السلام. كما دان صائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات، هذه العملية معتبرا «أن العنف لا يولد الا العنف وان السبيل الوحيد هو التهدئة المتبادلة والعودة الى طاولة المفاوضات». وقال عريقات نحن ندين قتل المدنيين الأبرياء سواء من الإسرائيليين او الفلسطينيين كما دانت وزارة الداخلية على لسان توفيق ابو خوصة، الناطق باسمها، هذه العملية وقال «في السلطة نؤكد ان مثل هذه الاعمال لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية بل بالعكس تصب في خدمة اسرائيل وتحديدا الجهات اليمينية التي تسعى في هذه الفترة، في سياق عملية تشكيل التكتلات الحزبية على الخارطة الحزبية الإسرائيلية، الى استباحة الدم الفلسطينية ليشكل ضريبة لتحقيق مكاسب على الساحة الحزبية الإسرائيلية». من جهتها حملت حركة (حماس) حكومة شارون المسؤولية الكاملة عن هذه العملية مشيرة إلى التصعيد الإسرائيلي الذي شهدته الاراضي الفلسطينية مؤخرا إضافة الى عدم احترام (إسرائيل) لشروط التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية وعدم الالتزام بها. كما باركت كتائب شهداء الأقصى في فلسطين بكافة وحداتها العسكرية العملية البطولية في مدينة نتانيا «ام خالد». ودعت «المقاومين الأبطال لأخذ الحيطة والحذر خصوصاً بعد تهديدات الإحتلال الصهيوني بعمليات الإغتيال». وطالبت الكتائب السلطة الفلسطينية وخصوصاً الرئيس الفلسطيني الذي أصدر تعلميات باعتقال مجاهدي سرايا القدس، «بالوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وحمايتها وليس إعتقالها ومواجهتها، ونؤكد بأن مقاومتنا حق شرعي كفلته كل الحقوق الشرعية والدولية، ونؤكد وقوقنا لجانب إخواننا في سرايا القدس في أي مواجهة او ضربات تتعرض لها من قبل الكيان الصهيوني أو السلطة الفلسطينية وسنبقى ضاغطين على الزناد والحامين لهذه المقاومة الباسلة».