يعتمد السياسيون المعاصرون على الملابس العادية كثيراً في حملاتهم الانتخابية والدعائية، على عكس مجلسي الشيوخ والنواب الإيطاليين اللذين تسودهما الملابس الرسمية. ومردّ هذه الممارسة إلى تقليد الخياطة الراسخ. ولا يزال ثمة خياطون محليون في إيطاليا، يخيطون بزات يلبسها عدد من السياسيين المرموقين. ولعل السبب في ذلك علتان تاريخيتان: إرث ما قبل توحيد إيطاليا، ورسوخ تقاليد الخياطة في روما ونابولي وباقي المناطق. فقبل توحيد إيطاليا، كانت نابولي إمارة"دوقية"وذلك الى القرن الثالث عشر، ثم أصبحت مدينة ملكية، وعاصمة مملكة نابولي والصقليتين الى ستينات القرن الثامن عشر. وتمتعت بتقاليد خياطة، قبل زمن طويل من نشوء الدولة الإيطالية. ويتبع أسلوبها، البسيط والمريح، ماركات شهيرة مثل"كيتون". ويعتمده خياطون مرموقون مثل ماريانو روبيناتشي الذي افتتح، بلندن، فرعاً جديداً لشركة خياطة أسسها أبوه، في ثلاثينات القرن العشرين. وفي المقابل، تنتج تقاليد الخياطة في روما ملابس رسمية أكثر تفصيلاً. وكان الشاعر الجريء، غابريال دانونتسيو، يمدح الطريقة الرومانية، بينما كان مغني البلاط، فرانتشيسكو باولو توستي، يرسل بزاته إلى الخياط دومينيكو كاراتشيني ليفككها، ويتعلّم كيف جُمعت أقسامها بعضها الى بعض، أو كيف صممت. وجمع كاراتشيني بين الطريقة الرومانية والطريقة المتوسطية، وجاء بأسلوب جديد. واليوم، تمثّل بزة بريوني الأسلوب الروماني في الخياطة. ووصلت بزات كيتون وكاراتشيني، وبريوني وروبيناتشي، وطرائق قصها، إلى العالمية، بينما بقيت جذورها في إيطاليا. والدليل هو الاستعانة بخياطين من المناطق الإيطالية المتفرقة لتنفيذها. وكلهم باتوا يدركون أهمية نقل مهاراتهم إلى الأجيال الجديدة ممن تستميلهم صناعة السيارات والصناعات الحديثة. عن نيكولاس فوكس ، "فاينانشل تايمز" البريطانية ، 8/4/2006