سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوفد عدداً من وزرائه الى دول عربية واسلامية للحصول على دعم عاجل لمواجهة الضائقة الماليةهنية يشارك في تظاهرات تأييد للحكومة : لن نستسلم ولن ينجح عزلنا والبدائل خطيرة
اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية امس ان حكومته لن تستسلم لمحاولات عزلها، محذراً من ان الخيارات البديلة ستكون"خطيرة"، في حين شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرات انطلقت في مناطق مختلفة من قطاع غزة تأييداً للحكومة ورفضاً للقرارات الدولية بتعليق المساعدات. وقال هنية في خطبة الجمعة في مسجد"الخلفاء"وسط مخيم جباليا امام آلاف المصلين:"لن نستسلم ولن تنجح كل محاولات عزل الحكومة"، مضيفا:"اقول لكل الاطراف ان الخيارات البديلة خطيرة وعلى كل الاطراف ان تدرك ذلك". وتابع"ان القرارات بتعليق المساعدات والتهديدات تهدف الى ان تنتزع منا الاوراق والحدود وان تسقط القلاع، ونقول لن تسقط القلاع ولا المواقف التي تتعارض مع ثوابت شعبنا". واشار الى ان البعض يحاول القول ان الحكومة لن تبقى سوى شهر او شهر ونصف الشهر فقط"لكني اقول ان الحكومة ستمضي الى نهاية فترتها الدستورية، اي اربع سنوات ثم بعد ذلك نعود الى الشعب الفلسطيني للانتخابات". واوضح انه رغم"المراسيم في اشارة الى قرارات الرئيس محمود عباس التي تهدف الى سحب صلاحيات الحكومة لتصبح حكومة معلقة في الهواء وبلا صلاحيات... نريد الاصلاح والتغيير... تسلمنا خزينة فارغة وعليها مديونية داخلية 650 مليون دولار ومديونية خارجية ببليون ونصف البليون دولار". وقال ان الشعب الفلسطيني"لن يتخلى عن حكومته مهما كانت الضغوط والحصار، وسنأكل الزعتر والزيتون والملح ولن نطأطئ رؤوسنا لاننا امناء على ثوابت شعبنا". واكد هنية انه اجرى اتصالات مع عدد من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وانه ارسل عددا من وزرائه الى عدد من العواصم العربية والاسلامية، و"هناك دول حتى في الاتحاد الاوروبي بدأت باجراء اتصالات"مع الحكومة، معبراً عن شكره لرئيس الوزراء الايطالي المنتخب الجديد رومانو برودي على مواقفه من الحكومة. تظاهرة تأييد للحكومة وبعد صلاة ظهر الجمعة، شارك هنية اكثر من عشرة آلاف شخص في تظاهرة في مخيم جباليا تأييداً للحكومة شارك فيها العشرات من عناصر"كتائب القسام"الجناح العسكري ل"حماس"ومئات النساء، وجابت شوارع المخيم وازقته بينما كان هنية يستقل سيارة مكشوفة يلوح بيديه الى المشاركين فيها محاطاً بعدد من مرافقيه. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالقرار الاميركي والاوروبي الخاص بتعليق المساعدات وهتفوا:"كلنا ابو العبد هنية كلنا الحكومة"، و"سنموت ولن نستسلم للضغوط الدولية والصهيونية". ورغم ان الفلسطينيين لا يخفون قلقهم ازاء مستقبل الوضع في الاراضي الفلسطينية اثر القرارات الاميركية والاوروبية بوقف المساعدات، الا انهم يعبرون عن رغبتهم بالصمود. وقال محمد حسنات 49 عاما وهو موظف حكومي شارك في التظاهرة:"لن نخشى الموت من الجوع ولن نعرى، المهم عندنا الكرامة، والنصر قادم رغم كل المؤامرات من الداخل والخارج". وعبر ابو معتصم 26 عاما وهو عاطل عن العمل عن خشيته من ازدياد الضغوط، لكنه استدرك:"سنصمد وارادتنا قوية وسنقف الى جانب الحكومة مهما كلف الثمن... العالم الظالم يريد افشال حكومة حماس ونقول لهم لن تفشل الحكومة التي لم تتنازل عن المقاومة والثوابت". وفي كل المناطق في قطاع غزة، انطلقت تظاهرات مماثلة من المساجد شارك فيها عشرات الاف الاشخاص تلبية لدعوة من"حماس"لتأييد الحكومة ورفض القرارات الاميركية والاوروبية لتعليق المساعدات. وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، رفع المتظاهرون يافطات كتب على بعضها:"لا للحصار ولا للجوع ولا للركوع". وعبر مكبر للصوت، دعا ناطق باسم حماس الفلسطينيين والشعوب العربية والاسلامية الى التبرع بالاموال لصالح الحكومة"لمواجهة الحصار الظالم". الزهار في القاهرة من جهة اخرى، قال مسؤول حدودي مصري امس ان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار عبر معبر رفح الحدودي قادما من قطاع غزة في طريقه الى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعدد من المسؤولين في الجامعة من الدول العربية المختلفة. وقال الزهار للصحافيين خلال عبوره معبر رفح ان الزيارة تأتي في اطار بحث المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء قطع المساعدات الاميركية والاوروبية عن السلطة الفلسطينية. وأكد أهمية الدعم العربي والاسلامي، مطالباً دول العالم الحر بالوقوف مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة ودعم الديموقراطية وحقوق الانسان الفلسطيني وعدم الاتجاه الى معاقبته جراء اختياره الديموقراطية وحقه في اختيار ممثليه فى المجلس التشريعي. وبدأ ثلاثة وزراء من الحكومة الفلسطينية برئاسة"حماس"امس جولة على عدد من الدول العربية بهدف الحصول على مساعدات عاجلة للسلطة التي تواجه ضائقة مالية خانقة. وقال وزير التخطيط سمير ابو عيشة امس:"وصلت الى الاردن في طريقي لزيارة عدد من البلدان العربية"، موضحا ان وزير الاتصالات جمال الخضري غادر ايضا امس غزة في طريقه الى دولة الامارات العربية المتحدة، وان وزير الاقتصاد الوطني علاء الاعرج غادر الاراضي الفلسطينية امس. وقال الخضري ان الوزراء الثلاثة سيقومون معا بزيارة"عدد من الدول الخليجية، خصوصا المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين من اجل الحصول على مساعدات عاجلة للسلطة التي تعاني من ضائقة مالية حالت دون صرف رواتب موظفي السلطة لشهر آذار مارس الماضي حتى الآن". واضاف ان هذه الجولة"ربما تشمل ثلاث دول اوروبية"لم يحددها، مضيفا:"لدينا وعود من هذه الدول الاوروبية بمواصلة الدعم للحكومة الفلسطينية". واوضح انه سيزور المغرب في 18 الجاري للمشاركة في اجتماع مالي عربي، مضيفاً انه"سيطلب من المجتمعين زيادة الدعم للسلطة ومواصلة تقديم المنح لما لذلك من اهمية في الفترة الحالية بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا"، ومشددا على ان"الهدف من هذه الجولات ليس سياسيا وانما الحصول على مساعدات للشعب الفلسطيني".