ثمة اعتقادات شائعة في المجتمع تقول ان الطعام اللذيذ والطعام الصحي أمران متناقضان. ولكن"كتاب الطبخ الصحي- مايو كلينك"، الذي صدر أخيراً عن"الدار العربية للعلوم"، يثبت عكس ذلك. ويبيّن ان تناول طعام صحي لا يعني ضرورة السعي وراء مأكولات"غرائبية"لا نتناولها في الحياة اليومية. وكذلك لا يعني الامتناع عن تناول السكاكر والحلويات او سواها من المأكولات الشهية. يشتمل الكتاب على 150 وصفة مرفقة بنوعين من الجداول. يظهر الأول كيف يمكن لحصة واحدة من طبق ما ان تُعطي عدداً مضبوطاً من السعرات الحرارية الكالوري يتوافق مع المجموع الكلي للسعرات المقررة يومياً. ويُحلل الجدول الثاني الغذاء وفق نموذج يتضمن السعرات الحرارية والمواد المفيدة للجسم التي يُفترض بالاكل ان يحتويها. ويطابق"كتاب الطبخ الصحي"مبادئ"هرم مايو كلينك للوزن الصحي"الذي وُضع أساساً كأداة لمراقبة الوزن، الا انه يمكن لكل من يهتم لنوعية طعامه للحفاظ على صحته ان يتبعه بسهولة. ويرتكز الهرم على قاعدة واسعة من الخضر والفاكهة، إضافة الى الحبوب والمواد النشوية. الطبخ باعتباره فلسفة يعرض الكتاب فلسفة جديدة في الطبخ وتناول الطعام. ويقدم بعض الإرشادات المفيدة حول كيفية تحضير لائحة الطعام، فضلاً عن بعض المعلومات العملية عن مكونات الأطعمة المختلفة. كما يقدّم نصائح عن سبل التبضع، إضافة الى طرق ابراز مكونات الطعام بنكهاتها الغنية. كما يُظهر سبل مطابقة الوجبات اليومية مع هرم"مايو كلينك". إذ ينبغي البدء بقاعدة الهرم، أي بالكثير من الخضار والفاكهة. ويفترض على الطعام ان يشتمل ايضاً على الكثير من النشويات الغنية بالألياف، إضافة الى حصص صغيرة من البروتينات ومشتقات الحليب والدهون. كما يوصي الكتاب بتفادي تناول الحلويات بكميات كبيرة. ويُنبّه الى أهمية النشاط البدني، الذي يسهل الحفاظ على الوزن، كما يساعد على التخفيف من خطر التعرض لأمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض الأمراض السرطانية. ويلفت الى ان الأشخاص الذين يأكلون الخضار بكميات وافرة يكونون أجمالاً اقل عرضة للمرض من سواهم. ويحض على تناول النشويات بطريقة مُنظمة. اذ يمكن للرز والمعكرونة والبطاطا ان تنقلب من صحية الى غير صحية، إذا لم تُطه بطريقة مُناسبة. ومن المستحسن صحياً اختيار الخبز والمعكرونة المكوّنة من الحبوب الكاملة. وكذلك الأمر بالنسبة الى قشرة البطاطا العادية التي غالباً ما ننزعها قبل طهوها، في حين انها غنية بالألياف والمواد المغذية. الدهون المفيدة نقرأ في الكتاب ان العديد من الخضر والحبوب كاللوبيا والفاصوليا والفول تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتينات، بما يكفي للاستغناء عن اللحوم، التي تحتوي إجمالاً على نسبة عالية من الدهون المركزة والكوليسترول، مما يضر بالصحة. في المقابل هناك نظرية شائعة لدى الناس تفيد بأن الدهون سيئة للصحة، الأمر الذي يجعلهم يندهشون لدى سماعهم حديث الخبراء عن فوائد بعض انواع الدهون. فقد أثبتت الأبحاث التي اجريت خلال العقدين المنصرمين ان الأشخاص الذين يستعيضون في وجباتهم عن الدهون الحيوانية بالزيوت النباتية، ينجحون أكثر من سواهم في تخفيض نسبة الكولسترول في دمهم، وبالتالي في تقليص خطر تعرضهم لأمراض القلب الشريانية. وُضع"كتاب الطبخ الصحي"بهدف تسهيل صنع وجبات متوازية على المائدة، بحيث يتلاءم الاكل مع الشروط الغذائية الصحية.