أثبتت الاتحادات الطالبية والنقابية في فرنسا مجدداً امس، قدرتها على شل وسائل النقل العام وحركة القطارات والمطارات ومؤسسات خاصة، عبر تنظيم تظاهرات حاشدة شملت 136 مدينة، دعماً لمطلب سحب عقد الوظيفة الأولى للشباب والذي أقرته الحكومة. وقدر الاتحاد العام للعمل سي جي تي الذي يُعتبر النقابة الأكبر في فرنسا، عدد المشاركين في التظاهرات بأكثر من ثلاثة ملايين شخص، واعتبر رئيسه برنار تيبو انه"رقم تاريخي". وتحدثت مصادر أخرى نقابية عن مشاركة حوالي مليوني شخص تحدوا الطقس الممطر، فيما لم تتجاوز تقديرات الشرطة 521 الفاً. وتقدم التظاهرة في باريس حيث اعلنت النقابات مشاركة حوالي 700 الف شخص، طلاب الجامعات والثانويات، وسار خلفهم اعضاء الاتحادات النقابية الذين تجمعوا عند"بلاس ديتالي"وتوجهوا الى ساحة"ريبوبليك". وواكب جهاز الضباط الطالبي والنقابي خط سير التظاهرة لمنع مشاغبين من التسلل إليها، علماً أن 4 آلاف عنصر أمن أحاطوا بها. وحققت الاتحادات الطالبية والنقابية بالتالي هدف تأكيد قدرتها على التعبئة على نطاق واسع ضد العقد الجديد، الذي تخشى ان يمهد لتشريع الصرف الكيفي من العمل. لكن السؤال الذي يطرح عليها الآن هو ماذا بعد التظاهرات والإضرابات التي لا يمكن ان تبقى دولة كبرى مثل فرنسا تحت رحمتها فترة أطول، باعتبارها تلحق ضرراً كبيراً بصورتها في الخارج وتقلص ثقة المستثمرين المهتزة اساساً بها. وهي لا تخدم ايضاً اسواق العمل واستقرارها الذي يحرص عليه الطلاب والنقابيون. وزاد تعقيدات الأزمة في اسبوعها الثالث، رفض الأمناء العامين للاتحادات النقابية لقاء رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان امس، لمناقشة النقاط موضع الخلاف في عقد العمل الجديد. وواجه دوفيلبان إصرار النقابات على سحب العقد، بإعلانه"استحالة"العدول عن تطبيقه، وذلك في لقاء جمعه مع كتلة نواب حزب"الاتحاد من اجل الحركة الشعبية"الحاكم. لكنه أبدى استعداداً لمناقشة تعديلات يمكن ان تدخل على نص العقد"من اجل طمأنة الطلاب والنقابيين الذين يخشون تطبيقه". ويبدو دوفيلبان عازماً على مواصلة رهان الصمود في مواجهة تحدي الشارع له حتى النهاية، تمهيداً لتقليص قدرته بالكامل على التحكم بالقرارات والقوانين. ويساند الرئيس جاك شيراك رئيس الحكومة في هذا الرهان حتى الآن، لكن توقيت اعتماد عقد العمل الجديد قبل الانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة، يعرض دو فيلبان لتجاذبات مصالح، اهمها توحد المعارضة الاشتراكية ضده. وأكد ذلك طرح وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي لم يخف يوماً طموحه لخلافة شيراك، تجميد تنفيذ عقد العمل الجديد، على هامش مهرجان تعمد عقده عشية يوم التعبئة والتظاهر ضد رئيس الحكومة. ... وإضراب في بريطانيا في بريطانيا، أضرب نحو 1.5 مليون موظف محلي في انحاء البلاد، للاحتجاج على معاشات التقاعد، ما ادى الى اغلاق آلاف المدارس وعرقلة حركة المرور. وانضمت 11 نقابة عمالية الى الاضراب الذي استمر 24 ساعة واعتبر الأكبر منذ العام 1926