في وقت يتجه مجلس الأمن إلى المصادقة على مشروع قرار يدعو الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى تسريع التخطيط لنشر قوات الأممالمتحدة في دارفور وإعداد قائمة بالخيارات البديلة لتلك العملية، اتهم الرئيس السوداني عمر البشير أعداء بلاده باشعال الحرب فى دارفور من أجل الموارد والنفط والسعي الى احتلال الاقليم الذي بدأت الأزمة فيه ب"سرقة جمل". ويمهل مشروع القرار المقدم من الولاياتالمتحدة والذي ينتظر ان يكون عُرض للتصويت مساء أمس، الأمين العام حتى 24 نيسان ابريل المقبل لإعداد"مجموعة خيارات لعملية للأمم المتحدة"في دارفور. ويأتي مشروع القرار الدولي بعد نحو أسبوعين من موافقة مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي على نقل مسؤولية القوة التابعة له في الإقليم إلى الأممالمتحدة بحلول أيلول سبتمبر المقبل، وهو ما تعارضه الحكومة السودانية بقوة. ويمهل مشروع القرار الدولي ذاته أنان مدة شهر لإعداد توصياته حول الكيفية التي يمكن فيها لبعثة الأممالمتحدة الموجودة في مهمة منفصلة في جنوب السودان، المساعدة في مواجهة متمردي حركة"جيش الرب"الأوغندية المتطرفة. وجيش الرب هو جماعة أوغندية مسلحة بقيادة جوزيف كوني تنشط في شمال أوغندا وجمهورية الكونغووجنوب السودان. وقال السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية جون بولتون انه يريد من القرار الجديد ان يُسرّع عملية التخطيط ويمهّد لانتقال سلس للمهمة الى قوات الأممالمتحدة من دون الحاجة الى موافقة الاتحاد الافريقي أو السودان. ويمدد مشروع القرار أيضاً تفويض بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان والتي انقضت أمس. لكن الرئيس عمر البشير دعا الدول العربية لدعم الاتحاد الأفريقي ليقوم بدوره لحفظ السلام في دارفور منعاً للتدخلات الأجنبية وتدويل القضية. وقال لدى لقائه أمس وزراء الاقتصاد والمال العرب المشاركين في أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ان السودان استطاع أن يتجاوز مشكلة الجنوب عن طريق الحوار السياسي والديبلوماسي حتى عمّ السلام في جنوب البلاد، مشيراً إلى أن أعداء السودان أرادوا إشعال فتنة في دارفور التي بدأت المشاكل فيها بالطريقة القبلية حتى تم تدويلها. وأشار البشير الى أن مشكلة دارفور بدأت"بسرقة جمل"وتطورت الى حرب بين القبائل وكان يمكن لها أن تُحل بالطريقة التقليدية، مؤكدا أن الحكومة كانت قادرة على حل المشكلة إلا ان التدخل الأجنبي أدى إلى تفاقم القضية. وأضاف البشير:"نحن قادرون على حل المشكلة إذا ابتعد الأجانب عنها وتنازلت الحركات المتمردة عن مواقفها المتعنتة". وأضاف ان العالم العربي يواجه تحديات كبيرة"يجب علينا أن نتجاوزها بالاتفاق العربي - العربي"، مشيراً الى أن السودان ظل يعاني طيلة الفترات الماضية من مسألة الأمن والسلام. واستعرض الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها دارفور من بترول وموارد طبيعية هائلة، وقال إن القصد من المشكلة في دارفور هو احتلال الاقليم من أجل موارده.