أبلغت الحكومة السودانية رسمياً الدول الأعضاء في الأممالمتحدة انها في ظل عدم موافقتها على نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور ستعتبر أي تطوع من أي بلد بالمشاركة في قوة سلام أممية في الإقليم"عملاً عدائياً ومقدمة لاجتياح دولة عضو في الأممالمتحدة". وأثارت الرسالة احتجاج الولاياتالمتحدة التي طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن. وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير اليابان كنزو أوشيما ان الرسالة السودانية في رأي بعض أعضاء المجلس"مهينة"و"غير ملائمة لغة ومضموناً". وأضاف انه كُلّف الاجتماع مع سفير السودان لإطلاعه على أجواء الاستياء في مجلس الأمن من رسالة بلاده. واعتبر السفير الأميركي جون بولتون، من جهته، الرسالة"محاولة لتخويف دول مستعدة لإرسال قوات في إطار بعثة إنسانية لايقاف إبادة جماعية في دارفور عبر تصنيف هذه المشاركة بمثابة احتلال". وقال إن موقف الخرطوم سيشكل"تحدياً مباشراً لسلطة مجلس الأمن في جهوده لتخفيف المأساة في دارفور ويتطلب رداً قوياً من مجلس الأمن". وكشف بولتون عزم بلاده على توزيع مشروع بيان رئاسي بهدف استصدار موقف لمجلس الأمن من"التحدي السوداني". وقال إن طلب بلاده عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن يهدف الى"لفت انتباه المجلس"إلى مضمون الرسالة السودانية. واعتبر ان عدم رد مجلس الأمن على"التحدي السوداني"سيؤدي الى فشل قرار التمديد للقوات الافريقية في دارفور. وحذر من أنه"إذا تبيّن أن مجلس الأمن أو منظمة الأممالمتحدة عاجزين عن أداء عملهما بفاعلية، سيحين الوقت ليسأل المهتمون بمأساة دارفور هل يمكن اعتماد احتمالات أخرى"لمعالجة الأزمة. وتابع ان استراتيجية واشنطن في شأن السودان"ترتكز على التطبيق الكامل للقرار 1706 الذي بقي لشهور عدة في مرحلة التخطيط ويمثل امتداداً لاتفاق دارفور للسلام". وتزامنت الدعوة الأميركية لعقد الجلسة الطارئة للمجلس مع تسليم السفير السوداني عبد المحمود عبدالحليم محمد رسالة من الرئيس عمر البشير الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تضمنت ترحيب الرئيس السوداني ب"الدعم الذي ستقدمه الأممالمتحدة الى بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان". وجاء في الرسالة أن الحكومة السودانية"توالي حشد الطاقات من أجل عقد مؤتمر الحوار الدارفوري وفق ما نص عليه اتفاق سلام دارفور"، وأنها"تبذل الجهود الحثيثة من أجل ضمان انضمام الفصائل الأخرى التي تم توقع بعد اتفاق سلام دارفور". وطالبت ب"أن تواصل الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بذل الجهود الإضافية من أجل حفز هذه الفصائل على الانضمام الى اتفاق سلام دارفور". وأكد البشير تطلعه الى"مزيد من الفهم المتبادل بيننا وبين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي حول أطر وهياكل التعاون المشترك ومعالجة السلبيات السابقة المتعلقة بطرق تناول الأوضاع في دارفور". وجاءت رسالته - التي كرر فحواها في تصريحات في الخرطوم أمس - رداً على رسالة مشتركة للأمين العام أنان ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري في شأن"حزمة"من المساعدات ستقدمها الأممالمتحدة لبعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور خلال الشهور الثلاثة المقبلة حتى نهاية السنة. واعتبر أنان في تقرير قدمه الى مجلس الأمن أمس ان اقليم دارفور"على شفا السقوط في خضم كارثة"، وانتقد خطة الحكومة السودانية لحل الصراع، معتبراً أن جلب أعداد متزايدة من الجنود الى المنطقة مقترناً بالقتال الدائر بين الجماعات المسلحة ينم عن"تجاهل صارخ لاتفاق دارفور للسلام". وأضاف"ان عملية دولية محايدة مزودة بالموارد والقدرات الكافية، تشمل مشاركة افريقية قوية، هي وحدها التي يمكن أن تدعم بفاعلية تنفيذ اتفاق دارفور للسلام". واستقبل كوفي انان أمس اندرو ناتسيوس، مبعوث الرئيس الاميركي الخاص الى السودان.