أبلغت مصادر ديبلوماسية في فيينا وكالة"فرانس برس"امس، ان ايران تستعد لتكثيف نشاطات تخصيب اليورانيوم من خلال تشغيل سلسلة من 164 جهازاً للطرد المركزي في وقت واحد. وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الأوروبيين ينوون المضي في"سياسة اليد الممدودة"مع طهران في شأن ملفها النووي، ولكن شرط أن"تمد إيران يدها أيضاً". في الوقت ذاته، اجتمع مسؤولون كبار عن الشؤون الخارجية من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض الفيتو إضافة إلى ألمانيا أمس، في إطار جهود لحل الأزمة المتعلقة بكبح جماح طموحات إيران النووية. وتأتي الجلسة المقرر أن تبحث السياسات المستقبلية تجاه إيران في وقت فشل مجلس الأمن على مدى نحو أسبوعين في إصدار بيان يطالب إيران بوقف جهودها لتخصيب اليورانيوم التي يعتقد الغرب بأنها تغطية لمساعي طهران لإنتاج قنبلة نووية. وتؤكد مسودة البيان تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا. في باريس، قال الرئيس الفرنسي خلال استقباله العاهل الاردني الملك عبدالله امس:"قلت لجلالته ان فرنساوبريطانياوألمانيا تنتهج سياسة اليد الممدودة وأنها تنوي المضي في هذه السياسة، ولكن من الطبيعي ان يكون ذلك مشروطاً بأن تكون هناك في المقابل يد ممدودة من الجانب الايراني"، مشدداً على"اهمية هذه المشكلة بالنسبة لاستقرار الشرق الاوسط"، آملاً في استكمال المفاوضات بين الترويكا الاوروبية وطهران.وأضاف الرئيس الفرنسي:"نأمل في استكمال المفاوضات للتوصل الى حل متعقل، وهذا ما تسعى اليه الدول الاوروبية الثلاث التي تجري المشاورات". وكان السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون قال:"اعتقد بأن الاجتماع سيدرس أساساً القضايا الأطول أمداً"، مضيفاً أن موسكو وبكين ستلقيان نظرة بالتأكيد على النص. وفي حين يتردد أن غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن تساند الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا، إلا أن أعضاء دائمين مثل روسياوالصين لا يريدون أي عبارة تقود إلى فرض عقوبات. ولا تهدد مسودة البيان بإجراءات عقابية. واعترضت روسياوالصين على قسم من المسودة يحدد مهلة مدتها أسبوعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية لرفع تقرير عما إذا كانت طهران قد أوقفت أنشطة التخصيب، واعتبرتا المهلة قصيرة. لكن جان مارك دو لا سابلير سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة أوضح أنها قد تطول إذا أقر البيان هذا الأسبوع. واقترح وانغ غوانغيا سفير الصين ان تمتد المهلة من أربعة الى خمسة أسابيع، واقترحت روسيا ان تستمر حتى حزيران يونيو عندما يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 35 عضواً. وقال وانغ كذلك انه عرض تسوية تتعلق بأن يقدم محمد البرادعي مدير الوكالة تقريراً عن التطورات في إيران لمجلس الأمن وللوكالة في وقت واحد. ووضع هذا البند في نسخة معدلة من نص البيان وزعتها القوى الغربية الجمعة الماضي. وما زالت موسكو قلقة من إدخال مجلس الأمن الذي قد يفرض عقوبات، ما قد يدفع الى تصعيد التهديدات ويحمل ايران على قطع كل اتصالاتها مع الوكالة. ونفى مسؤولون بريطانيون في مطلع الأسبوع تقارير عن أن بريطانيا تريد إشراك الولاياتالمتحدة في محادثات جديدة مع إيران في شأن البرنامج النووي.