جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس، دعمه لرئيس الحكومة دوفينيك دوفيلبان، في اطار المواجهة بينه وبين الشارع الفرنسي الرافض لعقد العمل الجديد الذي أقره لمكافحة بطالة الشباب غير الحاملين لأي شهادات. وقطع شيراك الطريق على تساؤلات في الوسطين السياسي والاعلامي عن موقفه من التصلب الذي يبديه دوفيلبان بتمسكه في تطبيق العقد، وقال:"من الملح العمل"على مكافحة البطالة في اوساط الشباب، معتبراً ان العقد الجديد"يؤكد الارادة الحازمة للحكومة والبرلمان"على معالجة الامر. واضاف الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الاردني الملك عبدالله، ان"هناك تساؤلات ومخاوف"يعبر عنها البعض"وهذا مشروع، وانما لا ينبغي ان يقود الى عدم القيام بأي شيء في مواجهة بطالة الشباب"، لأن ذلك"ينطوي على مخاطرة". وفيما النقاشات والمشاورات على أشدها بين النقابات الطالبية والعمالية بشأن سبل استمرار التحرك لاسقاط العقد الجديد، اكد شيراك ان"الرهان في الايام المقبلة هو التحاور بذهنية بناءة، حول سبل تحسين العقد الجديد". وتابع:"اعرف ان هذه هي رغبة الحكومة ورئيسها ولا يسعني سوى تأييدها". ويأتي هذا التأييد لدوفيلبان واسلوبه في التعامل مع التحدي الموجه اليه من طلاب فرنسا الجامعيين عقب التظاهرات التي عمت البلاد السبت الماضي وقدر عدد المشاركين فيها من طلاب ونقابيين وحزبيين معارضين، بنحو 500 ألف شخص وفقاً للشرطة و1.5 مليون شخص وفقاً للمنظمين. وعلى رغم اهمية هذه التظاهرات، وتراجع شعبية دوفيلبان بمعدل سبع نقاط لتصل الى 37 في المئة من الفرنسيين، فانه أكد اصراره على تطبيق العقد الجديد الذي يفترض ان يفتح ابواب سوق العمل امام من هم محرومين من التعليم والتأهيل المهني، ومد يده الى النقابات والشركاء الاجتماعيين للمناقشة واعتماد التعديلات التي يرونها ضرورية على بنود العقد. ويدرك دوفيلبان ان نزوله عند رغبة الشارع والمعارضة اليسارية، والداعين الى سحب العقد الجديد كشرط مسبق لأي حوار، سيجعله ينضم الى اسلافه من وزراء وحكومات خذلت مشاريعهم الاصلاحية المتتالية في المجالات الشبابية والتعليمية باستمرار على مدى العقود الماضية. ويكثف دوفيلبان اتصالاته مع الاطراف المختلفة من ارباب عمل ومسؤولين جامعيين ومجموعات شبابية لشرح جدوى العقد الجديد والاستماع الى آرائهم حول ما يمكن ان يعدل في اطاره مراهناً على تلاش تدريجي للتعبئة مع اقتراب العطلة الدراسية لمناسبة الفصح. وهذا ما يصفه معارضوه في الحزب الاشتراكي الفرنسي ب"عدم المسؤولية السياسية"وفقاً لما صرح به الناطق باسم الحزب جوليان دراي، الذي حمل دوفيلبان مسؤولية التوتر القائم في البلاد من خلال سعيه الى فرض مشروعه بأي ثمن". والمرتقب ان تشهد فرنسا مجدداً المزيد من التظاهرات وتحركات الاحتجاج على العقد الجديد خلال الاسبوع الحالي، فيما أبدى رئيس اتحاد نقابات"سي ان دي تي"فرانسوا شيرنك تحفظه عن تهديد اتحادي"سي جي تي"و"اف او"العماليين بالاضراب العام. والمعروف ان الشباب الفرنسي القلق على مستقبله في سوق العمل والنقابات العمالية، ينظر الى العقد الجديد على انه يشرع الصرف الكيفي كونه يخول ارباب المؤسسات صرف موظفيهم متى شاؤوا خلال مدة العقد التي تمتد الى سنتين.