نأت المعارضة السورية في الداخل التي اطلقت"اعلان دمشق"بنفسها عن"جبهة الخلاص الوطني"التي اعلنت في ختام مؤتمر عقد في بروكسيل اخيرا، وضم المراقب العام ل"الاخوان المسلمين"صدر الدين البيانوني والنائب السابق للرئيس عبد الحليم خدام. في موازاة ذلك، علمت"الحياة"امس ان اجتماعا سيعقد في الدوحة، الاربعاء المقبل في 22 الشهر الجاري يشارك فيه عدد من المعارضين السوريين على هامش مؤتمر للمجتمع المدني وحقوق الانسان في"الشرق الاوسط الكبير". وقال الناطق باسم"التجمع الوطني الديموقراطي"السوري المعارض حسن عبد العظيم ان"لا علاقة لنا لا من بعيد ولا من قريب"باجتماع بروكسيل، فيما دعا المعارض رياض الترك خدام الى ان"يتبرأ وينقد نفسه ثم يضعها تحت المساءلة السياسية والقانونية والشعبية والاخلاقية بحكم علاقته مع النظام"في العقود السابقة. واوضح عبد العظيم ل"الحياة"امس ان اللجنة الموقتة ل"اعلان دمشق"ستجتمع قريبا لاتخاذ موقف رسمي من"الجبهة"على ان يعقد اجتماع موسع لجميع ممثلي الاحزاب والهيئات السياسية في"اعلان دمشق"في 6 نيسان ابريل المقبل. لكنه اضاف ان"الموقف الاولي من الذي حصل في بروكسيل، هو انه خارج اطار اعلان دمشق ولا علاقة له به، وانه لم يحصل نتيجة أي تشاور"، مكررا ان المعارضة الداخلية تدعو الى"التغيير الديموقراطي بالاسلوب السلمي والتدرجي والبعيد عن العنف، بحيث يكون الاساس لاعتماد الوسائل السلمية ومن دون أي ارتباطات بجهات خارجية". واعرب الترك، من جهته، في اتصال هاتفي، عن"عدم الارتياح من تشكيل جبهتين: جبهة الخلاص واعلان دمشق"، ملاحظاً ان"تشكيل الجبهة هو عقوبة على تخلف وبطء وتردد قادة اعلان دمشق. لو سار الاعلان، وفق مخططه والاتجاه السياسي العام وأوجد هيكلية مرنة وحية وديناميكية لما كان نجح اجتماع بروكسيل". واعتبر الترك ان"الصراع الاساسي قائم بين الخارج ممثلاً بأميركا وبين الداخل ممثلاً بالسلطة"، مشيرا الى ان"اعلان دمشق"تشكل بين ثنايا هذا الصراع وصار"قوة سياسية حظيت باهتمام عربي ودولي وداخلي تجاوز الاهتمام الذي حظي به التجمع الوطني الديموقراطي"الذي يضم بضعة احزاب غير مرخصة، قبل ان يشدد على"الامل بان تكون جبهة الخلاص رافدا للخط السياسي العام الداعي الى التغيير الديموقراطي والحفاظ على الاستقلال الوطني وان لا يقع في الازمة الحادة التي وقع فيها العراق".