يبدي معظم الإسرائيليين حالا من اللامبالاة بالانتخابات البرلمانية الوشيكة تعكس بقدر كبير اعتبارهم ان النتائج باتت محسومة لمصلحة حزب"كديما"الحاكم بقيادة القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت المتوقع ان يحصد ثلثي مقاعد الكنيست الجديدة 40 مقعداً، فيما منافساه"العمل"و"ليكود"غير قادرين على اللحاق به ولم يتبقَ أمامهما سوى التنافس على المكان الثاني الذي يرشح صاحبه للدخول الى ائتلاف حكومي بقيادة أولمرت. ووفقاً للتقارير، فإن قادة"العمل"و"ليكود"سلّموا بواقع خسارتهم أمام أولمرت بعد أن تبددت أحلامهم بالتحليق في استطلاعات الرأي كلما اقترب موعد الانتخابات. ولعل الخيبة الأبرز تسود قيادة"ليكود"التي بنت أحلاماً بتقليص الفارق عن"كديما"بعد أن كشف أولمرت خطته السياسية المقبلة للانسحاب الأحادي من الضفة، ورأى فيها أركان"ليكود"مناسبة لمهاجمة أولمرت بداعي أنه يجنح نحو اليسار، فأطلقوا الدعوات لأعضاء الحزب الذين غادروه للعودة الى احضانه وتعزيز معسكر اليمين. لكن هذه الدعوات لقيت اذاناً صماء ولم يحصل التحول المرجو، بل عزز"كديما"شعبيته مع إعلان أولمرت تمسكه بالمستوطنات في الضفة، ثم العملية العسكرية في أريحا وخطف المعتقلين الفلسطينيين فيه، وهي عملية بررها أولمرت واتفق معه خصومه في الأحزاب المنافسة، بأنها"ضرورة أمنية"، في حين قال 47 في المئة من الإسرائيليين في استطلاع"يديعوت أحرونوت"أمس، إن دوافعها انتخابية، في مقابل 49 في المئة أدرجوها ضمن"المصلحة الإسرائيلية". وفي مقابل هذه النجاحات لحزب"كديما"، من وجهة نظر أقطابه وأنصاره، سجل زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو اخفاقاً آخر حين رفض زعيما حزبي"يسرائيل بيتينو"و"شاس"أفيغدور ليبرمان وأيلي يشاي اقتراحه بالإعلان مسبقاً بأن حزبيهما لن يشاركا في حكومة برئاسة أولمرت، وهو اقتراح اراد نتانياهو منه تشكيل معسكر يميني أو"جسم مانع"يحول دون تمكن أولمرت من حشد 61 نائباً لحكومته المقبلة. الى ذلك، يبدو أن حزب"العمل"بقيادة عمير بيرتس جاهز لتجديد الشراكة الحكومية مع"كديما". ورأى بيرتس في حديث ل"يديعوت أحرونوت"ان التفاهم على خطوط عريضة لسياسة الحكومة المقبلة بين حزبه و"كديما"لن يكون بالمهمة الصعبة بعد الانتخابات، مضيفا:"اعتقد اننا لن نواجه صعوبة في التوصل الى توافق في القضايا السياسية والمسألة المتعلقة بالصياغة، لكن القضية الاجتماعية تبدو أكثر تعقيداً ولن نقدم تنازلات فيها". على صلة، قال 22 في المئة إنهم يفضلون أن يضم"كديما"الى الحكومة المقبلة حزبي"العمل"و"ميرتس"المحسوبين على يسار الوسط واليسار في مقابل 20 في المئة يفضلون ائتلافاً بمشاركة"ليكود"و"يسرائيل بيتينو"أو"ليكود"و"شاس". وقال 35 في المئة إن أولمرت هو الأنسب لرئاسة الحكومة المقبلة، في مقابل 29 في المئة يفضلون نتانياهو، و16 في المئة اختاروا بيرتس. وفي حال تحققت نتائج الاستطلاعات في صناديق الاقتراع، فان"كديما"سيشكل ائتلافاً حكومياً ثابتاً قد يدعمه 65 نائباً في اسوأ الحالات او 90 في أفضل الحالات.