يسيطر القلق على العاملين في حقل الإعلام والصحافة في العراق، الكثير منهم لا ينام في منزله، ويفضل المبيت في أماكن غير معروفة، خوفاً من أن يرصده القتلة في بيته. وشهدت الأيام القليلة السابقة تصعيداً لافتاً في"الحرب"على الصحافيين، فبعد اغتيال الزميلين في قناة"العراقية"أمجد حميد وأنور تركي، اغتال المسلحون أول من أمس رئيس تحرير مجلة"الف باء"محسن خضير. ويقول حليم الأعرجي، الأمين العام لجمعية حماية الصحافيين في العراق ل"الحياة"ان"مهنة الصحافة لم تعد مهنة المتاعب، فقد تغير اسمها الى مهنة الموت". ويضيف:"لا يقتصر الأمر على طرف واحد، فهناك العديد من الأطراف بات يهدد حياة الصحافي في العراق. المسلحون والأحزاب والقوات الأميركية وجهات في الحكومة العراقية ربما تلجأ الى تصفية حساباتها مع الصحافيين الذين اختاروا الكتابة بحيادية و حرية ومهنية". الأعرجي يتوقع ان يتصاعد العنف ضد الصحافيين، كلما عرف الوضع السياسي والأمني المزيد من الأزمات، فكل جهة تريد كسب الصحافي الى جانبها. أكثر من 70 صحافياً دفعوا حياتهم ثمناً لتغطية اخبارية أو نقل حي لحدث ما. معظم هؤلاء الضحايا من العراقيين، اما العرب فقد دفع بعض منهم حياته، فيما فضل آخرون مغادرة العراق واختار الباقون الاقامة في فندق تحرسه القوات الاميركية او العراقية، وحوله اجراءات أمنية مشددة على ان يغطي الحدث العراقي من وراء الأسوار الاسمنتية. مدير تحرير جريدة"الاتحاد"اليومية في بغداد عبدالهادي مهدي قال ل"الحياة"إن الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية"غادرت العراق على رغم أنه مركز استقطاب اعلامي"، وأكد أن الصحافيين العراقيين"لن يركنوا أقلامهم جانباً ولن يخشوا الاغتيال أو الاعتقال"، متهماً الحكومة ب"التقصير في توفير الحماية اللازمة للصحافي". ... يخشى الصحافيون العاملون في العراق انهم يتحولوا الى كبش فداء لصراعات سياسية، ليسوا طرفاً فيها، كما ان الكثير منهم يرفض الحماية من القوات الاميركية او العراقية، خشية اتهامه بأنه عميل. مراسل الفضائية"العراقية"محمد نجم، يرى ان بعض الصحافيين العراقيين بات مهدداً بسبب هويته الطائفية، إن كان شيعياً أو سنّياً، كما انه لا يمكنه التحرك في مناطق ساخنة.