أودت سلسلة هجمات للمسلحين في جنوببغداد وشرقها بحياة أكثر من 27 عراقياً وجنديين أميركيين، في حين تواصلت الاشتباكات المذهبية في أحياء متفرقة من العاصمة العراقية. ووقعت مواجهات متفرقة في مناطق الأعظمية والعامرية وأبو غريب بين مسلحين من أهالي تلك المناطق ومجموعات مسلحة ترتدي الأسود أو زي رجال الداخلية. وأفاد زعماء شيعة محليون أن عائلات شيعية تقيم في منطقة"أبو غريب"غرب العاصمة نزحت منها نتيجة التوتر المذهبي الذي تلا تفجير القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري. وقُتل أكثر من 16 عراقياً وجُرح 45 آخرون اثر سقوط سبع قذائف على حيين في منطقة الدورة المكتظة جنوببغداد، وفقاً لمصدر طبي وآخر في وزارة الداخلية العراقية. وهاجم مسلحون منزلاً في قرية في منطقة بعقوبة وقتلوا رجلين من العائلة ذاتها وجرحوا إمراة تدعى سليمة عباس، وفقاً للأخيرة التي نقلت الى مستشفى المدينة. ووقع الهجوم في قرية الحاج ناصر على بعد أربعة كيلومترات شمال غربي بعقوبة، وينتمي جميع الضحايا الى قبيلة الصعيدي الشيعية. وروت عباس أنهم اعتقدوا أولاً بأن المهاجمين من الشرطة، إذ كانوا يرتدون سترات سوداء واقية للرصاص. وفي المدينة ذاتها، أطلق مسلحون النار على مجموعة من الصبية كانوا يلعبون كرة القدم، ما أسفر عن مقتل صبيين واصابة خمسة آخرين. واعتبر مسؤول في الشرطة الهجوم"طائفياً"، مشيراً الى أن"هذا الدمار محاولة لاشاعة التوترات الطائفية". وتابع أن ثلاثة مسلحين اتجهوا بسيارة مسرعة الى منطقة كان يتجمع فيها الصبية وأطلقوا النار. الى ذلك، أعلنت الشرطة أن أحد عناصر المغاوير قُتل وجُرح اثنان آخران في انفجار قنبلتين عند مرور دوريتهم في بلدة المدائن جنوببغداد. وفي الحلة، قال الناطق باسم قيادة شرطة بابل إن انفجار عبوة داخل حافلة قرب محطة الباصات في الحلة وسط المدينة، أدى الى مقتل خمسة مدنيين واصابة ثلاثة آخرين. وأوضح الناطق أن"شخصاً ترك كيساً صغيراً يحوي عبوة داخل باص كان يقل شخصين وسائقاً، وانفجرت العبوة قرب موقف الحلة الموحد للحافلات". وأضاف أن الانفجار وقع"في شارع 60 وسط المدينة عندما كان الباص على وشك الخروج من مرآب المدينة المركزي لنقل الركاب". وذكر شرطي كان في مكان الحادث أن سبب الانفجار إما قنبلة انفجرت على جانب طريق أو عبوة زرعت في الجزء الخارجي من الحافلة التي كانت تقل ركاباً في ذلك الوقت. وقال"أبو محمد"33 عاماً إن"الحافلة كانت تهم بالخروج من المرآب عندما وقع الانفجار". وتخضع الحلة الى قرار حظر التجول الذي أعلنته الحكومة العراقية الخميس الماضي ويشمل أربع مدن عراقية. لكن الداخلية العراقية قررت أول من أمس تخفيف الاجراءات الأمنية وإلغاء حظر التجول في المدن العراقية باستثناء بغداد. وفي حين تسكن الحلة غالبية من الشيعة، إلا أن قرى في أطرافها تسكنها أكثرية سنية. وفي الموصل، جُرح ستة شرطيين في هجومين بأسلحة رشاشة في وسط المدينة وشرقها، وفقاً للعقيد في الشرطة فتحي خضر. وقال مدير اعلام قيادة شرطة البصرة المقدم كريم الزيدي إن"عدداً من صواريخ الكاتيوشا سقط قرب مركز شرطة الهارثة شمال المدينة قرب أحد الدور السكنية في كرمة علي. وأضاف"أن الحادث أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص بينهم طفل صغير". وفي كربلاء، أغلقت الشرطة العراقية وقوات المغاوير مركز المدينة ومنعت الدخول اليها، باستثناء الحالات الانسانية. وجاء هذا الاجراء بعد يوم واحد من انفجار سيارة مفخخة في حي الغدير جنوبالمدينة. وقال الناطق باسم قيادة شرطة المدينة رحمن مشاوي إن مركزها"أُغلق ومُنع دخول الوافدين اليها من المحافظات باستثناء الحالات الانسانية". وأضاف"أن وزارة الداخلية نشرت ثمانية آلاف عنصر من الشرطة وقوات المغاوير لتعزيز الاجراءات الأمنية في المدينة وجميع المداخل والمنافذ المؤدية اليها". وفي الرمادي، أعلنت الشرطة أن مسلحين اغتالوا ضابطاً كبيراً في الجيش العراقي المنحل ولاذوا بالفرار. وأوضح مصدر في الشرطة أن مسلحين"يستقلون سيارة أطلقوا نيران أسلحتهم على العميد سعد الراوي الضابط في الجيش العراقي السابق عندما كان متوجهاً إلى مقر عمله في مبنى المحافظة وأردوه قتيلاً". وأضاف"أن العميد الراوي يترأس اللجنة العسكرية المشكلة في المحافظة والمكلفة بوضع آلية لادخال لواء شرطة الرمادي داخل المدينة محل القوات الاميركية التي يتوقع انسحابها خارج المدينة". من جهة أخرى، أفاد مصدر في الشرطة أن انفجاراً وقع في مراحيض مسجد الأمير في منطقة العشار وسط البصرة. وأكدت الشرطة أنها تشتبه في أن الرجال الثلاثة الذين أصيبوا في الهجوم كانوا يحاولون زرع القنبلة عندما انفجرت قبل أوانها. وتسبب الانفجار الذي وقع في المسجد الذي صلى فيه الامام علي في القرن التاسع في حال فزع في بادئ الأمر. وجاء الانفجار بعد وقت قصير من تنظيم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر جمعاً حاشداً في البصرة، داعياً الشيعة والسنة الى اقامة صلوات مشتركة يوم الجمعة المقبل. وفي المدينة ذاتها، خطف مسلحون طفلاً من أمام منزل عائلته. وأوضحت الشرطة"أن مسلحين خطفوا الطفل ارشد حميد الحسيني من مواليد 1996 ويسكن في حي المعقل". وفي غضون ذلك، قُتل جنديان أميركيان في انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق في غرب بغداد، ليصل بذلك عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في آذار مارس 2003 الى 2290 على الأقل. وأفاد الجيش الأميركي أن جندياً قُتل فوراً، فيما مات الآخر متأثراً بجروحه بعدما نُقل الى مستشفى عسكري.