كثفت طهران جهودها الديبلوماسية لحل الأزمة"النووية"قبل اجتماع دولي حاسم في لندن مطلع الاسبوع المقبل، لبحث ملفها. وجدد كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني لدى وصوله الى بكين آتياً من موسكو، ابداء مرونة تجاه الاقتراح الروسي تخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية، ولو رأى وجوب ادخال بعض التعديلات عليه، في حين أكدت الصين التي تمتلك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن معارضتها فرض عقوبات على إيران. راجع ص 8 وأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، دعمه الاقتراح الروسي، فيما اعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن أمله بأن يوفر الاقتراح أساساً لتسوية. وفي دافوس سويسرا، كررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تصميم الولاياتالمتحدة على احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن في بداية شباط فبراير المقبل، مشددة على ان هذه الاحالة لن تضع حداً للجهود الديبلوماسية حيال طهران. وقالت:"نحن قلقون جداً من رغبة ايران الواضحة في الوقوف خارج الاجماع الدولي الذي يرفض ان تتمكن من امتلاك السلاح النووي". واضافت:"موقفنا حازم وعلى المجتمع الدولي ان يتحرك في شكل فاعل، وحين تصبح القضية امام مجلس الأمن، امامه العديد من الخيارات". في غضون ذلك، طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من هيئة الطيران المدني الإيراني البدء بتنظيم رحلات جوية مباشرة بين طهران ونيويورك ولوس انجيليس. وقال الناطق باسم الهيئة رضا جعفر زاده ان تلك الخطوة تأتي:"بصرف النظر عن الاعتبارات السياسية وتلبية لطلب مواطنينا المقيمين في الولاياتالمتحدة". ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 وقطع العلاقات الديبلوماسية بين طهران وواشنطن، اثر احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية، توقفت كل الرحلات المباشرة بين البلدين. وفي موسكو، أعلن رئيس جهاز المراقبة المحاسبة سيرغي ستيباشين انه سيكون لدى بلاده سبب إضافي لمعارضة إحالة ملف إيران على مجلس الأمن، إذا وافقت على تخصيب اليورانيوم في الأراضي الروسية. وقال غيرنوت ارلر نائب وزير الخارجية الألماني إن بلاده ترحب ببوادر إعادة بحث الاقتراح الروسي الذي اعتبرته"حلاً وسطاً"و"بناء جداً". وفي بكين، اجتمع لاريجاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مع وزير الخارجية لي جاوشينغ ومستشار الدولة تانغ جياشوان. وأعلن عقب اللقاء أن طهران مستعدة لإبداء مرونة من أجل إنهاء أزمة الملف النووي، لكنها غير راضية عن التهديد باستخدام القوة لحل المشكلة. وزاد:"نرفض لغة القوة"و"الأفعال المتسرعة"من بعض الدول الأوروبية. ويأتي تحرّك لاريجاني بعد زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك الصين، وتحذير طهران من أن إحالتها على مجلس الأمن يمكن أن تؤدي الى استئنافها تخصيب اليورانيوم على نطاق شامل. وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية كونغ كوان أن الوزير لي جاوشينغ بحث مع لاريجاني في العلاقات الثنائية والمسألة النووية، و"أعرب بوضوح عن قلق الحكومة الصينية من التطورات، آملاً بأن تتخذ الأطراف المعنية إجراءات محددة لتلطيف الوضع". وذكر الناطق ان الاقتراح الروسي"يمكن أن يكون محاولة للمساعدة في تجاوز الورطة". على صعيد آخر أ ب، أكد وزير الداخلية الإيراني مصطفى بورمحمدي امتلاك بلاده معلومات عن دور أميركي - بريطاني - إسرائيلي في كارثتي طائرتين عسكريتين إيرانيتين تحطمتا في الشهرين الماضيين، وذلك في أحدث اتهام إيراني للغرب في المواجهات بينهما. جاء ذلك غداة اتهام طهرانلندن بالتورط بتفجيرات الأهواز التي أدت الى مقتل 9 أشخاص الثلثاء الماضي. وزاد الوزير"حتى تقويمي أظهر أن تحطم طائرتينا من طراز سي-130 وفالكون، جاء نتيجة تصاميمهما أو ربما بسبب احتكاك كهربائي".