سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صناديق الاقتراع في البريد المركزي غير مختومة بالشمع الاحمر والتصويت ليس سرياً . القدس تعيش صخباً انتخابياً غير مسبوق : تجاوزات وانتشار امني اسرائيلي ولا حوادث
رغم ان اقبال المقدسيين على صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية الفلسطينية كان متواضعاً في ساعات الصباح، الا انه تسارع لاحقا في المدينة التي شهدت امس صخباً اعلامياً لم تشهده خلال اسابيع من الحملات الانتخابية، وتردد ان اسرائيل سمحت به بسبب ضغوط اميركية. وباستثناء تجاوزات انتخابية محدودة للكتل المتنافسة، فان الانتخابات جرت بنظام وهدوء ومن دون حوادث امنية او اشتباكات. رغم ذلك، لاحظ احد المراقبين الدوليين تجاوزات انتخابية في بريد القدس المركزي، اذ اشار الى ان صناديق الاقتراع غير مختومة بالشمع الاحمر، وهو ما يُعد مخالفا للنظام ويفتح الباب امام الشكوك في امكان حدوث تزوير. واضاف ل"الحياة"ان عملية التصويت لا تتم بشكل سري كما هو معتاد، بل يتم الاقتراع على الشباك امام موظف، مشيرا الى انه رأى موظفا يرشد احد الناخبين الى اسم على ورقة الاقتراع. وحسب الاتفاقات الفلسطينية - الاسرائيلية، فان الصناديق ستنقل بمرافقة مراقبين دوليين الى لجنة الانتخابات المركزية في ضاحية البريد لفرزها. ويقترع المقدسيون المسجلة اسماؤهم في سجل الناخبين 6300 مقدسي في ستة مراكز بريد اسرائيلية في المدينة، في حين خصصت السلطة 14 مركزاً انتخابياً في الضواحي للمقدسيين الذين لم يسجلوا اسماءهم او الذين يحملون الهوية الاسرائيلية الزرقاء ويقيمون خارج الجدار الفاصل. ويتنافس على ستة مقاعد في دائرة القدس 29 مرشحا مستقلا، وستة من"فتح"واربعة من"حماس"، اضافة الى قوائم الكتل. وامس تجمع المئات بشكل غير اعتيادي امام مركز البريد المركزي في شارع صلاح الدين وسط القدس، في ظل انتشار امني اسرائيلي مكثف ادى الى اغلاق معظم الطرق المؤدية الى البريد امام السيارات. وردد شباب هتافات لحركة"فتح"، في حين رفعت لافتات كتب عليها:"مقدسي انا، بصوتي اتحدى"، و"هل اهل القدس غرباء في مدينتهم؟"، و"لا تسقطوا حقي في التصويت". وقال مقترعون ل"الحياة"ان العملية سارت بشكل هادئ ومنظم وقانوني، لكنهم شكوا من انها كانت تستغرق وقتا طويلا من الانتظار. رغم ذلك، لا يتوقع ان تكون نسبة اقتراع المقدسيين عالية، وذلك لاسباب كثيرة منها صعوبة المرور عند الحواجز، وموجة البرد الشديد التي تجتاح المنطقة، يضاف الى ذلك احباط شريحة من المقدسيين من السلطة وتجاهلها لهم ولمشاكلهم، ومعرفتهم ان ممثليهم في المجلس التشريعي سيكونون بلا صلاحيات في ظل الاحتلال، وايضا خوفهم من التهديدات الاسرائيلية بسحب بطاقات هوياتهم وحرمانهم من حقوقهم المكتسبة في الضمان الاجتماعي والصحي. ومن الامور اللافتة ان عدداً من سكان البلدة القديمة في القدس قرر بدلاً من الاقتراع في مراكز البريد الاسرائيلية، الادلاء بصوته في مراكز اقتراع في ضواحي القدس، في ما يعتقد انه مسعى الى تجنب اطلاع اسرائيل على اسماء المقدسيين الذين انتخبوا. وفي اطار التقديرات الاولية للاقبال على التصويت، قال احد المراقبين ان الفي شخص صوتوا في البريد المركزي بحلول الساعة الثانية بعد الظهر 12 بتوقيت غرينتش، اما في مركز بريد باب الخليل في البلدة القديمة في القدس، فكان الاقبال ايضا منخفضاً بحلول بعد ظهر امس، اذ ادلى 110 اشخاص بأصواتهم من بين 550 شخصا يحق لهم الاقتراع في المركز. وفي احد مراكز الرام التسعة، لم يتجاوز الاقبال نسبة 10 في المئة بحلول الساعة الواحدة بعد الظهر. وانتشرت الشرطة الفلسطينية بلباسها العسكري داخل مراكز الاقتراع في ضواحي القدس، وذلك في اطار اتفاق مع اسرائيل، علما انه لا يحق في العادة لافراد الشرطة الفلسطينية التجول في هذه المناطق الا بلباسهم المدني. وتواصلت امس انتهاكات الكتل المتنافسة للقانون الانتخابي، اذ واصل ممثلو المرشحين دعاياتهم الانتخابية امام مراكز الاقتراع واحيانا داخلها، ووزع صبية ملصقات ودعايات للكتل المختلفة، علما ان القانون الانتخابي يحظر الدعايات قبل 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع، كما يحظر تشغيل الاطفال في توزيع الملصقات الانتخابية. ومنعت اسرائيل رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع من دخول القدس لتفقد مراكز الاقتراع. وفي الخليل، منعت وضع صناديق الاقتراع في البلدة القديمة، كما وضعت حاجزاً على مدخل المدينة. اما في اريحا، فقالت مصادر فلسطينية ان الاقبال فاق التوقعات من دون حوادث امنية.